يواجه لبنان اليوم تحديًا مائيًا غير مسبوق، رغم تاريخه المعروف بوفرة موارده الطبيعية، الأزمة الحالية هي نتيجة لانخفاض حاد في المتساقطات، حيث أظهرت تقارير مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أن الأمطار والثلوج تراجعت بنسبة 30% عن المعدلات السنوية، مما أثر سلبًا على مستويات المياه الجوفية والأنهار.
تتسبب هذه الأزمة في ضغط شديد على الأسر اللبنانية، حيث يدفع المواطن ثلاثة فواتير للمياه: الأولى لمؤسسة المياه الرسمية، والثانية لمياه الشرب المعبّأة، والثالثة لصهاريج المياه المستخدمة في المنازل.
شحّ المياه يضرب لبنان.. موسم قاسٍ على المواطنين والمزارعينhttps://t.co/xrGCce7ktV pic.twitter.com/3tsUJzuplz
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) July 14, 2025
في الوقت نفسه، يواجه أصحاب الصهاريج زيادة كبيرة في الطلب، مما أسفر عن ارتفاع تكاليف النقل بأكثر من 60% خلال العام الأخير، لكن هذه الزيادة لا تقتصر على الأسعار فقط، بل تشمل أيضًا نقصًا في المياه وجفافًا في العديد من الآبار.
وفقًا لتقارير البنك الدولي، يتم هدر نحو 50% من المياه بسبب شبكات التوزيع المتقادمة، ما يشير إلى فشل في إدارة الموارد المائية وغياب خطة إصلاح شاملة للبنى التحتية.
في ظل هذه الظروف، أصبح الأمن المائي والغذائي في لبنان مهددًا، مع تفاقم ظاهرة الجفاف وانقطاع مياه الري، كل هذا ينعكس سلبًا على المحاصيل الزراعية والحياة اليومية، ما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لحل الأزمة قبل أن تتفاقم الأمور أكثر.