دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، الاتحاد الأوروبي إلى تسريع إعداد تدابير مضادة وموثوقة رداً على التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الأوروبية، مؤكداً ضرورة حماية المصالح الأوروبية في مواجهة أي إجراءات أحادية الجانب.
وقال ماكرون، في تصريحات على هامش اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "يجب أن نكون مستعدين، وأن نعد تدابير مضادة وموثوقة بسرعة، لمواجهة أي رسوم جمركية أحادية قد تفرضها الولايات المتحدة على منتجاتنا وصناعاتنا."
حماية الصناعة الأوروبية
وأكد ماكرون أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار وحدته وصلابته في هذه المرحلة الحرجة، مشدداً على ضرورة حماية الصناعات الأوروبية، خصوصاً في القطاعات الاستراتيجية التي قد تتأثر بشكل مباشر من أية إجراءات جمركية جديدة.
وأضاف الرئيس الفرنسي: "نحن لا نسعى إلى تصعيد النزاعات التجارية، ولكن يجب أن نكون واضحين بأن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تعرضت مصالحها للضرر".
في خلفية التصريحات.. تهديدات ترامب
وتأتي تصريحات ماكرون بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه المضي في فرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على بعض السلع الأوروبية بدءًا من مطلع أغسطس المقبل، في خطوة تهدد بإشعال مواجهة تجارية بين واشنطن وبروكسل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت بين الجانبين.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أنها تتابع عن كثب المستجدات المتعلقة بالرسوم الأمريكية، وأكدت استعدادها لاتخاذ إجراءات متوازنة لحماية مصالح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في حال تنفيذ القرار الأمريكي.
دعوات للوحدة والحوار
وحذر ماكرون من الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع هذا الملف، داعياً إلى تبني موقف أوروبي موحد وقوي في مواجهة التحديات التجارية العالمية، بالتوازي مع إبقاء قنوات الحوار مع واشنطن مفتوحة لتجنب تصعيد الخلافات بشكل يضر بالاقتصاد العالمي.
واختتم ماكرون تصريحاته قائلاً: "نحن منفتحون على الحوار والتعاون، لكننا ملتزمون بالدفاع عن صناعاتنا وأعمالنا ومزارعينا في أوروبا، وسنتصرف بمسؤولية لحماية أسواقنا ووظائف مواطنينا".
قلق أوروبي واسع
وتشهد الأوساط الاقتصادية والسياسية في أوروبا حالة من القلق بسبب التهديدات الأمريكية، خاصة في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي، حيث يخشى المسؤولون من أن تؤدي هذه الرسوم إلى تداعيات سلبية على سلاسل الإمداد، وزيادة الضغوط على الصناعات الأوروبية، بما في ذلك صناعة السيارات والطائرات والمنتجات الزراعية.
وتجري في الوقت الحالي مفاوضات مكثفة بين بروكسل وواشنطن لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت لتجنب التصعيد، مع بقاء الخيار مفتوحًا أمام الاتحاد الأوروبي لاعتماد إجراءات انتقامية إذا تم تنفيذ الرسوم بشكل أحادي.