تشهد منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الدول الخليجية، حضوراً قوياً على خريطة أسرع دول العالم في خدمات الإنترنت للهواتف المحمولة، بعدما تمكنت دول عربية من تثبيت أقدامها في المراكز الأولى عالمياً بفضل استثمارات ضخمة في شبكات الاتصالات المتطورة، وعلى رأسها تقنيات الجيل الخامس (5G).
وتصدرت كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر قوائم السرعة العالمية خلال السنوات الأخيرة، متفوقتين على دول ذات باع طويل في مجال البنية التحتية الرقمية وتقنيات الاتصالات مثل كوريا الجنوبية واليابان وأميركا الشمالية، وهو ما يعكس التوجه الاستراتيجي الواضح لهذه الدول نحو التحول الرقمي الشامل.
استثمارات ضخمة في شبكات الجيل الخامس
ويرجع هذا التفوق إلى التوسع الكبير في مشاريع البنية التحتية الرقمية التي تبنتها حكومات المنطقة، حيث استثمرت الإمارات وقطر مليارات الدولارات في مد شبكات الألياف الضوئية وتعزيز تغطية الجيل الخامس، بما يضمن سرعة نقل البيانات بأعلى كفاءة لتلبية احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء.
كما ساعدت بيئة الأعمال المواتية، والدعم الحكومي القوي، والشراكات مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، في تحقيق قفزة نوعية في مؤشرات الأداء الرقمي، لتصبح هذه الدول اليوم من بين الأفضل عالمياً في سرعة الإنترنت للهواتف المحمولة، متفوقة على العديد من الاقتصادات الكبرى.
التحول الرقمي يعزز الجاذبية الاستثمارية
ويعكس هذا التقدم جزءاً من رؤية التحول الرقمي التي تتبناها حكومات المنطقة، والتي تهدف إلى تطوير الخدمات الإلكترونية وتسهيل حياة السكان وتعزيز تنافسية المدن الخليجية كمحاور جذب للاستثمارات الأجنبية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
وتسعى الإمارات وقطر على وجه الخصوص إلى تحويل قطاع الاتصالات إلى رافد اقتصادي محوري ضمن خطط التنويع بعيداً عن النفط والغاز، من خلال تطوير بنية تحتية ذكية تدعم التحول إلى الاقتصاد الرقمي وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمدن الذكية.
ريادة إقليمية ومنافسة عالمية
وتتوقع تقارير دولية أن تستمر الدول العربية في الحفاظ على مواقع متقدمة في هذا المؤشر العالمي، مدفوعة بخطط التوسع في تغطية شبكات الجيل الخامس وتحديث الشبكات القائمة لتلبية الطلب المتزايد على سرعات أعلى للبيانات وخدمات رقمية مبتكرة.