حذّر محللون ومتعاملو أسواق من أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات اللحوم البرازيلية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار لحوم الأبقار المستخدمة في صناعة البرجر داخل الولايات المتحدة، في وقت تشهد فيه البلاد نقصاً حاداً في الإنتاج المحلي.
نقص الإمدادات وزيادة الاعتماد على البرازيلويأتي القرار في ظل تراجع المعروض المحلي من الماشية، بعد أن علّقت السلطات الأميركية استيراد المواشي من المكسيك بسبب انتشار طفيلي خطير يُعرف باسم "ديدان اللحم الجديدة".
وقال بوب تشودي، المستشار في شركات استيراد اللحوم: "إذا لم يُعدَّل القرار، فسيصبح استيراد لحوم الأبقار من البرازيل غير مجدٍ اقتصادياً بهذا المستوى المرتفع من الرسوم".
وتتوقع الحكومة الأمريكية انخفاض إنتاج لحوم الأبقار بنسبة 2% هذا العام ليصل إلى 26.4 مليار رطل، مع استمرار المزارعين في تقليص القطيع الوطني إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 70 عاماً نتيجة موجات الجفاف. وقد دفع هذا النقص المنتجين الأميركيين إلى مضاعفة الواردات من البرازيل، والتي بلغت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام أكثر من 175 ألف طن متري، أي نحو 21% من إجمالي الواردات.
رسوم مرتفعة قد تعيد تشكيل سلاسل التوريد
ووفقاً لمحللين في سوق الماشية، من المتوقع أن تصل الرسوم الجمركية على لحوم الأبقار البرازيلية إلى نحو 76% بدءاً من 1 أغسطس، مما سيعطّل حركة التجارة ويضع المستوردين في مأزق صعب.
وقالت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترامب أثبت قدرة الولايات المتحدة على استخدام الرسوم الجمركية لحماية العمال والمزارعين الأميركيين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى خفض التكاليف على المدى الطويل.
مخاوف من تداعيات أوسع على الأسعار
من جانبهم، حذر مستوردون وأصحاب مطاعم من أن ارتفاع الرسوم لن يقتصر تأثيره على اللحوم فقط، بل سيمتد إلى سلع استهلاكية أساسية مثل القهوة وعصير البرتقال.
وقال توماس غريميليون، مدير سياسة الأغذية في اتحاد المستهلكين الأميركيين: "الرسوم الجديدة ستُفاقم العبء على المستهلكين، خصوصاً بعد تقليص المساعدات الغذائية للفئات الأكثر ضعفاً".
وأشار أوستن شرودر، محلل السلع في شركة "بروغلر"، إلى أن المستوردين قد يضطرون إلى البحث عن بدائل أكثر تكلفة في دول مثل أستراليا والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي.
المطاعم الأمريكية تواجه مأزقاً حقيقياً
من جهته، أوضح شون كينيدي، نائب الرئيس التنفيذي في الجمعية الوطنية للمطاعم، أن هذه الرسوم قد تُربك خطط قوائم الطعام وتُرفع تكاليف الغذاء بشكل كبير، قائلاً: "العديد من المطاعم تعتمد على سلاسل توريد يصعب استبدالها محلياً في المدى القصير".