قانون الإيجار القديم، وافق مجلس النواب، الأسبوع الماضي، بشكل نهائي على مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن بعض الأحكام المتعلقة بقوانين إيجار الأماكن وإعادة تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، والمعروف إعلاميًا بـ«قانون الإيجار القديم».
قانون الإيجار القديم
بحسب نص القانون، تسري أحكامه على الأماكن المؤجرة لغرض السكنى والأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لغير غرض السكنى وفقًا لأحكام القانونين رقمي 49 لسنة 1977 و136 لسنة 1981.
مصير سكان الإيجار القديم
وبعد الموافقة على القانون كانت هناك حالة من الفرح بين الملاك بسبب عودة حقوقهم الضائعة من أكثر من 70 سنة على حد قولهم، وعلى الجانب الآخر كانت هناك حالة من الغضب العارمة من قبل المستأجرين بسبب تشريدهم من شققهم على حد قولهم أيضا، وحرصًا من موقع «العقارية» نرصد لكم في التقرير التالي، ماذا حقق المالك والمستأجر من مكاسب طوال سنوات تطبيق قانون الإيجار القديم؟:
مُلاك العقارات القديمة
مُلاك العقارات القديمة، الذين يستغيثون من سنوات طويلة بسبب امتلاكهم لوحدات سكنية مؤجرة بجنيهات قليلة بينما تقدر قيمتها حاليا بمئات آلاف وربما ملايين الجنيهات، خاصة بعد تحرك الحكومة لحل مشكلة الإيجارات القديمة، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
قال الحاج محمد، أحد ملاك عقار قديم في منطقة دار السلام، لا يجوز للمستأجر دفع إيجار قدره 20 جنيها وغلق الشقة، مؤكدا أن العمارة بها مستأجر ابنه ممثل كبير ويغلق الشقة أيضا، وأضاف: «الوضع ده مايرضيش حد، إحنا الملاك متضررين وعايزين توازن وعدل، يعني حرام المستأجرين يورثوا الشقق وصاحب العقار بيعاني ماديا».
وأضاف مالك آخر لأقدم عمارة إيجار قديم في دار السلام، أن مشاكل المُلاك تتمثل في أن مبلغ الإيجار لا يكفي، إذ يحصل المالك على مبالغ قليلة لا تفي باحتياجاته، كما أن بعض المستأجرين يغلقون الشقق، مطالبا بالنظر إلى حقوق الملاك: «فيه مستأجرين عايزين ياخدوا مبالغ كبيرة جدا وصلت لـ350 ألف جنيه مقابل تسليم الشقة، وهما بيدفعوا إيجار 30 جنيه».
قانون الإيجار القديم
المستأجرين كانوا عايشين سحت
وقال أحدى الملاك ويدعى عصمت فتحى ابولبده، بالنسبة للناس اللي زعلانه من إقرار البرلمان لقانون الإيجار القديم وعماله تحسبن في المحامين والحكومة والبرلمان وفى الملاك، "هناك مستأجرين كانوا عايشين سحت كانوا واخدين محلات تجارية بقلب القاهرة بالوكالة ومأجرينا من الباطن وماكنتوش يدفعوا ايجار للملاك أصلا، على مدار 20 سنه منازعات قضائية فقد الملاك الأصليين حيازة المحلات الخاصة بهم والانتفاع بها نهائيا وتناولتها الأيدي من مستأجرين أصليين الى غاصبين الى متدخلين بعقود مضروبة، ولكن بفضل الله اخليناهم بالقانون والقوة الجبرية".
وتابع: "فوجئنا أثناء التنفيذ انهم مأجرين المحــلات من الداخل لأشخاص عديدة كل واحد ليه إستاند ملابس وحتى الرصيف أمام المحلات بياخدوا عليه ارضية ويتقاضوا ألاف الجنيهات شهريا ومبيدفعـوش للملاك أي حاجه نهائيا لمده 20 سنه يعنى بالبلدى كدا واخدينها غصب وعافيه وبلطجة، والمفاجأة ان فيه بعض مكاتب المنتسبين للمهنة كانوا يتقاضوا رواتب شهريه نظير الحماية القانونية وعرقله سير القضايا بتدخلات وهمية واللي حضورا يوم التنفيذ وحاولوا عرقله التنفيذ بأي طريقه، لكن بفضل الله نفذنا وسلمنا المحلات لملاكها خاليه من الشواغل والأشخاص".
الشقة إيجارها 2 جنيه فى الشهر
وكتب أخر: أن هناك مالك عقار قديم يبلغ من العمر 80 عاما ورث عقار عن والده والذى بناه عام 1940 مكون من اربع ادوار به 12 وحده سكنيه ايجار الوحدة 2 جنيه فى الشهر. وتابع: بحسبة بسيطة هانلاقى أن كل اللى دخل جيب المالك وورثته من هذا العقار على مدار 80 سنة هو كالآتى :-
12 وحدة × 2 جنيه × 12 شهر × 80 سنة = 23,040
فقط ثلاثة وعشرون ألفا، اربعون جنيها مصريا لا غير
وكان بيدفع منهم العوايد كمان
والعقار أصبح بعد 80 سنة آيل للسقوط ويحتاج إلى ترميم تصل تكلفته إلى حوالى 500 الف جنيه أو يزيد والمستأجرين يرفضون دفع مليم واحد فى ترميمه
فجأة ينهار العقار على رؤوس ساكنيه ويموت من يموت وينجو من ينجو ويتم إلقاء القبض على مالك العقار بتهمة عدم ترميم عقاره المنهار.
قانون الإيجار القديم
ماذا يفعل الدكتور محمد غنيم ؟
وكتب إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشور بعد موافقة مجلس النواب على قانون الإيجار القديم، قائلًا: سألت نفسي ماذا يفعل الدكتور محمد غنيم؟.
الدكتور غنيم رائد زراعة الكلى، ومؤسس مركز علاج وزراعة الكلى في مستشفيات جامعة المنصورة، وهو أحد أهم المراكز في العالم، يأتيه المرضى من كل حدب وصوب، من مصر والعالم، حتى صار مركز الكلى أو مركز ( غنيم ) قبلة مرضى الكلى من الفقراء.
صديقي الإعلامي أحمد إبراهيم وهو الأقرب للدكتور محمد غنيم مني طالب منذ فترة بعمل تمثال للدكتور غنيم في مدخل مدينة المنصورة، وحكى صديقي بعضاً من تاريخ الرجل الذي لم يسع يوماً لمال، ولو سعى لكان من أثرياء العالم.
الدكتور غنيم تجاوز ال ٨٧ عاماً، يعيش في شقة إيجار مطلة على نيل المنصورة منذ أكثر من ٦٠ عاماً، زوجته الإنجليزية إختارت أن تعيش معه في المنصورة، ولم تكن السيدة من هواة جمع المال،ولا السكن في القصور، لكن سعادتها كانت ( ولا تزال ) في بساطة العيش.
سيارة الدكتور غنيم موديل قديم، يرفض تغييرها، ولا يمتلك عيادة، حتى أنه وضع شروطاً لكل من يتولى إدارة مركز الكلى بعده، أهمها..أن يتفرغ للمركز ولا تكون له عيادة خاصة.
الدكتور غنيم، يذهب إلى مكتبه في مركز الكلى يومياً، حتى صلاة الجمعة يؤديها في مسجد المركز مع أصدقائه، وعادة ما يعقبها جلسة تتناول أحدث ما وصل إليه العلم.
الدكتور غنيم، كان يجري عمليات زراعة كلى خارج مصر، وعائدها المادي كان يضعه في المركز لعمل توسعات وشراء أجهزة حديثة، ولو لم يؤمن الرجل برسالته تجاه وطنه لقبل عروضاً مغرية إنهالت عليه من الخارج.
قانون الإيجار القديم
الدكتور غنيم مازال يعمل في مركز الكلى حيث يشرف على فريق بحثي يعمل على مدار الساعة للوصول إلى علاج للسرطان بالخلايا الجذعية، وهو ما يعني إنقلاباً في مجال الطب.
وما زال الرجل يهتم بكل تفاصيل مركز الكلى، بداية من الأجهزة وإنتهاء بتنسيق الزهور المحيطة بالمبنى.
الدكتور غنيم يحتاج لشقة لا لتمثال
مشكورة وزيرة التنمية المحلية أكدت أنها وفرت شقق بديلة في كل محافظات مصر للمتضررين من قانون الإيجار القديم، واليوم على الدكتور غنيم الذي أفنى حياته في علاج الفقراء، وساهم في تحويل مدينة المنصورة إلى عاصمة للطب في مصر وعلى يديه تتلمذ المئات من الأطباء على هذا الرجل وزوجته الإنجليزية أن يستعدا للسكن في المكان الذي تختاره لهما وزيرة التنمية المحلية في المنصورة ( وهذا مستبعد ) أو في أي من محافظات مصر.
إلى صديقي الإعلامي أحمد إبراهيم الدكتور غنيم يحتاج لشقة لا لتمثال.
محمود يسري أحد المستأجرين في منطقة العتبة، رفضه لخروج المستأجرين من الشقق والمحلات، مؤكدًا أن الشقق القديمة مفتوحة أمام العائلة بأكملها.
الشقة ملك العيلة
تحدث محمود أحد المستأجرين في منطقة وسط البلد عن معاناته، قائلًا: "احنا مش بنحب نتكلم ولا عايزين نظهر، بس مضطرين نعمل كده عشان ده حقنا يعني احنا هنروح فين ومصيرنا هيكون ايه؟، احنا عايشين هنا وشغالين هنا وحياتنا كلها هنا، ازاي مرة واحدة نمشي".
ويروي محمود قصته قائلًا: "أنا مستأجر سكني وتجاري أيضًا عندي ورشة، والاتنين كانوا بتوع أبويا الله يرحمه وده أول امتداد، والشقة الإيجار القديم أنا متجوز فيها مع أمي قبل ما تتوفى وعندي بنتين دلوقتي، ولسه أخويا الصغير قاعد معايا أنا وزوجتي في نفس الشقة".
وأضاف: "دي تعتبر شقة عيلة، صحيح أنا اتجوزت فيها ومقيم هناك على طول، بس أي واحدة من أخواتي البنات بيحصل عندها مشكلة بتيجي عندي على طول، عندي 3 أخوات بنات منهم واحدة مطلقة وأنا فاتحها ليها ولأي واحدة منهم طبعًا، دي شقة أبويا شقتي أنا وأخواتي مش أنا بس، ولسه أخويا الصغير معايا لدلوقتي يخرجونا منها ازاي هنروح فين".