وسّعت السلطات التركية حملتها ضد رؤساء البلديات التابعين للمعارضة، باعتقال رؤساء بلديات ثلاث مدن كبرى في جنوب البلاد، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية اليوم السبت.
وبحسب وكالة الأناضول، اعتقلت الشرطة رئيسي بلديتي أضنة وأديامان، وهما من كبار قادة حزب الشعب الجمهوري، بتهم تتعلق بالكسب غير المشروع، إلى جانب 8 آخرين، في وقت جاء فيه توقيف رئيس بلدية أنطاليا محيتين بوجيك في مداهمة منفصلة تتعلق بتحقيقات رشوة وابتزاز واختلاس.
حملة موسعة تستهدف البلديات المعارضة
امتدت التحقيقات لتشمل عشرات البلديات التي يديرها حزب الشعب الجمهوري، إذ تم اعتقال 34 شخصاً يوم الجمعة، بينهم رئيس بلدية مانافجات ونائبه. وكشفت التحقيقات عن مزاعم بطلب رشاوى مقابل تصاريح بناء وتجديد فنادق واستخدام شركات وهمية لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
كما اعتقلت السلطات في إزمير، هذا الأسبوع، 109 أشخاص بينهم أعضاء في الحزب ورئيس بلدية سابق، على خلفية تهم فساد وتلاعب بالمناقصات.
إمام أوغلو في مرمى الاتهامات مجددًا
تأتي هذه الحملة في أعقاب سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مارس الماضي على خلفية تهم فساد ينفيها. وفي تطور جديد، وجه الادعاء التركي له تهمة تزوير شهادته الجامعية، مما قد يزيد سنوات سجنه في حال إدانته.
وقد أشعلت قضية إمام أوغلو موجة احتجاجات هي الأكبر منذ عقد، وأثارت قلق المستثمرين من تداعيات سياسية على الأصول التركية.
حزب الشعب الجمهوري: دوافع سياسية
ينفي حزب الشعب الجمهوري الاتهامات الموجهة لرؤساء بلدياته، مؤكداً أنها ملاحقات ذات دوافع سياسية تستهدف تقويض نفوذ المعارضة، بينما تصر الحكومة على أن التحقيقات جنائية بحتة.
أزمة سياسية تتفاعل
تأتي هذه التطورات وسط أجواء سياسية مشحونة، قبل الانتخابات المحلية المقبلة، مع اتساع الهوة بين الحكومة والمعارضة التي تتهم إدارة الرئيس أردوغان بتوظيف القضاء لإضعاف منافسيها في البلديات الكبرى.