ترامب يصعّد خلافه مع ماسك ويهدد بقطع دعم «تيسلا» و«سبيس إكس»


الثلاثاء 01 يوليو 2025 | 09:16 مساءً
ترامب وماسك
ترامب وماسك
محمد خليفة

في تصعيد جديد للحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، هدد ترامب، اليوم الثلاثاء، بقطع مليارات الدولارات من الإعانات الفيدرالية التي تعتمد عليها شركات ماسك، في خطوة قد تزيد من الضغوط على إمبراطورية الملياردير الأمريكي وأغنى رجل في العالم، بعد سنوات من كونهما حليفين سياسيين.

قطع دعم تيسلا وسبيس إكس

تجدد الخلاف بين الطرفين يوم الإثنين عندما أعاد ماسك، الذي ضخ مئات الملايين لدعم حملة ترامب لإعادة انتخابه، انتقاداته لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يدفع به ترامب، والذي من شأنه أن يُلغي الدعم المالي الذي يحصل عليه مشترو السيارات الكهربائية، وهو دعم تستفيد منه «تيسلا» بشكل كبير كونها أكبر شركة مصنّعة للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وتمت الموافقة على مشروع القانون المثير للجدل في مجلس الشيوخ بفارق ضئيل الثلاثاء ظهرًا، وفقًا لرويترز.

وقال ترامب للصحفيين من البيت الأبيض: «غاضب لأنه يفقد تفويضه الخاص بالمركبات الكهربائية.. إنه غاضب جدًا من كل شيء، لكنه قد يخسر أكثر من ذلك بكثير»، مؤكدًا أن أعمال ماسك، وخاصة «تيسلا» و«سبيس إكس»، وتعتمد بشكل كبير على سلسلة طويلة من العقود الفيدرالية والسياسات والإعانات والائتمانات الضريبية، التي جلبت لشركاته عشرات المليارات من الدولارات عبر السنوات الماضية. 

وكانت بعض هذه الفوائد، خاصة الإعفاءات الضريبية لمشتري السيارات الكهربائية، مطروحة بالفعل في مشروع قانون الضرائب الذي قدمه ترامب، وعلى وقع هذا التهديد، هبط سهم «تيسلا» بأكثر من 4% خلال تعاملات الثلاثاء.

حزب ماسك السياسي 

في رد فعل مضاد، جدد ماسك تهديده بتأسيس حزب سياسي جديد وإنفاق أموال ضخمة للإطاحة بالمشرعين الذين يدعمون مشروع القانون، رغم حملته الدائمة للحد من الإنفاق الحكومي.

وأثار الصراع الدائر، قلق الجمهوريين من أن استمرار الخلاف بين ترامب وماسك قد يضر بفرص الحزب في الحفاظ على أغلبيته في انتخابات الكونغرس النصفية المقررة عام 2026.

ورد وزير الخزانة سكوت بيسنت، على انتقادات ماسك بأن مشروع القانون سيزيد من عجز الميزانية قائلاً: «سأتولى رعاية الشؤون المالية للبلاد».

ووصف ترامب في منشور له عبر منصته «Truth Social»، ماسك بأنه ربما يكون قد حصل على إعانات أكثر من أي شخص آخر في التاريخ، متوعدًا بقوله: «لا مزيد من إطلاق الصواريخ أو الأقمار الصناعية أو إنتاج السيارات الكهربائية.. بلادنا ستوفر ثروة».

وزاد ترامب من حدة تهديداته مازحًا: «دوجي هو الوحش الذي قد يضطر إلى العودة وأكل إيلون!».

وقال ماسك عبر منصته «إكس»: «أنا أقول حرفيًا: اقطع كل شيء.. الآن»، مضيفًا أنه قد يصعّد من لهجته ضد ترامب، لكنه استدرك: «سأمتنع عن ذلك الآن».

 إمبراطورية ماسك التجارية

يهدد هذا الخلاف بكشف ظهر إمبراطورية ماسك التجارية، خصوصًا أن «تيسلا»، مصدر ثروته الرئيسي، تراهن في الفترة المقبلة على برنامج سيارات الأجرة الآلية الذي يُختبر حاليًا في أوستن بولاية تكساس، وتعتمد سرعة توسع هذا المشروع على التراخيص الفيدرالية لتنظيم المركبات ذاتية القيادة.

وقال جين مونستر، الشريك الإداري بشركة «ديب ووتر» لإدارة الأصول: «يعتمد جوهر تقييم تيسلا حاليًا على التقدم نحو السيارات الذاتية. لا أعتقد أن شيئًا كبيرًا سيحدث قريبًا، لكن هذا هو الخطر الحقيقي».

 المبيعات في الأسواق الأوروبية

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون نتائج تسليم السيارات للربع الثاني، المتوقع الإعلان عنها الأربعاء وسط توقعات بصعوبات مستمرة، وأظهرت بيانات الثلاثاء أن المبيعات في الأسواق الأوروبية الرئيسية جاءت مختلطة، إذ أدى توجه ماسك نحو دعم السياسات اليمينية المتشددة إلى نفور بعض العملاء في أوروبا والعالم.

وقال المستثمر المخضرم في «تيسلا»، جاري بلاك، الذي يدير الأموال لدى شركة Future Fund LLC، إنه باع مؤخرًا أسهمه في الشركة بعد تراجع مبيعات السيارات، مضيفًا أنه يفكر في توقيت إعادة الاستثمار، محذرًا من أن إلغاء حوافز السيارات الكهربائية سيضر بـ«تيسلا». 

يُذكر أن وزارة النقل الأمريكية هي الجهة المنظمة لتصميم المركبات، ما يمنحها الكلمة الفصل في تحديد ما إذا كانت «تيسلا» ستحصل على الضوء الأخضر لإنتاج سيارات أجرة ذاتية القيادة على نطاق واسع دون الحاجة إلى عجلات قيادة أو دواسات.

وتحتفظ «سبيس إكس» بنحو 22 مليار دولار في عقود حكومية، بينما أعلنت «تيسلا» عن 2.8 مليار دولار من اعتمادات تنظيمية لبيع سياراتها الكهربائية خلال السنة المالية 2024.

وكان ترامب قد هدد في يونيو الماضي بقطع عقود حكومة ماسك حين اندلع الخلاف بينهما على وسائل التواصل الاجتماعي حول مشروع قانون الضرائب، وهو القانون الذي يُتوقع أن يضيف نحو 3 تريليونات دولار إلى الدين القومي بحسب تقديرات خبراء مستقلين.

وأدى التوتر حينها إلى هبوط سهم «تيسلا» وفقدان الشركة نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، قبل أن يتعافى السهم جزئيًا بعد تراجع ماسك عن بعض تصريحاته.

إلا أن الهدنة لم تدم طويلًا، إذ عاد ماسك ليصف مشروع القانون يوم السبت الماضي بأنه مجنون ومدمر تمامًا، مهددًا بأن المشرعين الذين أيدوه «سيخسرون الانتخابات التمهيدية المقبلة إذا كان هذا آخر شيء أفعله على هذه الأرض».

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان يخطط لترحيل ماسك الذي يحمل الجنسية الأمريكية بالتجنيس، رد مبتسمًا أثناء مغادرته البيت الأبيض: «لا أعرف.. سيتعين علينا أن نرى».