الدولار الأمريكي يتراجع لأدنى مستوى مع ترقب صفقات تجارية وتيسير نقدي


الاثنين 30 يونية 2025 | 04:36 مساءً
سعر الدولار
سعر الدولار
محمد شوشة

تراجع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم الإثنين، وسط تنامي التفاؤل في الأسواق بشأن التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة للولايات المتحدة، ما عزز الرهانات على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف سياسته النقدية في وقت قريب.

الدولار الأمريكي

هبط الدولار مقابل الين، واستقر عند مستويات متدنية قاربت أدنى مستوياته منذ نحو أربع سنوات مقابل اليورو، كما تراجع بالقرب من أدنى مستوى له منذ أربع سنوات أمام الجنيه الإسترليني، وأدنى مستوى له منذ أكثر من عقد مقابل الفرنك السويسري، وذلك بعد أنباء عن قرب توصل إدارة الرئيس الأمريكي إلى اتفاق مع الصين، بالإضافة إلى إعلان كندا عن إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية لاستئناف المفاوضات التجارية المتوقفة.

وفسر المستثمرون، تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام الكونجرس الأسبوع الماضي على أنها تميل إلى التيسير، لا سيما بعدما أشار إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يصبح مطروحًا إذا لم تشهد معدلات التضخم ارتفاعًا ملموسًا خلال الصيف، بسبب الرسوم الجمركية المفروضة.

احتمالات خفض الفائدة الفيدرالية

تعكس أداة CME FedWatch هذا التحول في التوقعات، إذ ارتفعت احتمالات خفض الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية بحلول سبتمبر المقبل إلى 93.3%، مقارنة بـ83% فقط قبل أسبوع. 

جدير بالذكر أن لجنة السوق المفتوحة في الفيدرالي الأمريكي ستعقد اجتماعها المقبل في يوليو، فيما لن تعقد أي اجتماع في أغسطس.

ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، في مقدمتها تقرير الوظائف الشهري، الذي يُعد مؤشرًا رئيسيًا يمكن أن يُحدث تحوّلًا في توجهات السوق بشأن قرارات السياسة النقدية القادمة.

وفي هذا الإطار، صرّح فرانشيسكو بيسول، استراتيجي النقد الأجنبي في بنك ING، بأن ميزان المخاطر ما يزال يميل إلى السلبية بالنسبة للدولار، لكن تقديراتنا بتباطؤ معتدل فقط في نمو الرواتب واستمرار التضخم تعني أن الأسواق ربما بالغت في تسعير التوجهات التيسيرية.

وحذّر بيسول من أن أي بيانات مخيبة للآمال هذا الأسبوع قد تدفع بجولة جديدة من عمليات بيع الدولار في الأسواق.

هجوم ترامب على جيروم باول

على صعيد آخر، زاد الضغط على العملة الأمريكية مع استمرار هجوم الرئيس دونالد ترامب على جيروم باول، إذ قال ترامب الجمعة الماضية إنه يحب أن يرى باول يستقيل قبل انتهاء ولايته في مايو المقبل، مكررًا رغبته في خفض سعر الفائدة إلى 1% فقط من المستوى الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.5%، مؤكدًا نيته استبدال باول بشخص أكثر تيسيرًا في السياسة النقدية.

ويراقب المستثمرون عن كثب مشروع قانون ترامب الضخم بشأن خفض الضرائب وزيادة الإنفاق، والذي يواجه الآن نقاشات مكثفة في مجلس الشيوخ، وسط تقديرات من مكتب الميزانية بالكونجرس بأنه قد يضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام خلال عقد من الزمن.

 أكبر انخفاض نصف سنوي للدولار

بالنسبة لأداء الدولار، فمن المتوقع أن يسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، أكبر انخفاض نصف سنوي له منذ بداية عصر تعويم العملات في أوائل سبعينيات القرن الماضي، إذ استقر آخر مرة عند مستوى 97.181 نقطة، ليظل قريبًا من أدنى مستوياته خلال أكثر من ثلاث سنوات.

وانخفض الدولار بنسبة 0.2% أمام الين الياباني ليسجل 144.315 ين، بينما استقر اليورو عند 1.1728 دولار، مقتربًا من أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2021. كما تراجع الدولار بنسبة 0.2% مقابل الفرنك السويسري، ليصل إلى 0.7970 فرنك، بعدما سجل يوم الجمعة أدنى مستوياته منذ يناير 2015، عقب تخلي البنك الوطني السويسري عن الحد الأقصى لسعر صرف الفرنك أمام اليورو.

أما الجنيه الإسترليني، فقد استقر عند 1.3710 دولار، ليقترب من ذروته المسجلة يوم الخميس عند 1.37701 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.

الصفقات التجارية تدعم المعنويات

على صعيد التجارة الدولية، قال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى تفاهم بشأن شحنات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات الصينية إلى أمريكا، ما مهد لتعديل اتفاق جرى في مايو بجنيف.

وألمح الوزير إلى إمكانية إتمام صفقات تجارية أخرى قبل عطلة عيد العمال في الأول من سبتمبر، ما أشار إلى مرونة في الموعد النهائي الذي حدده ترامب سابقًا في 9 يوليو لإبرام اتفاقات أو فرض رسوم جمركية إضافية.

الرسوم الجمركية

في هذا السياق، أشار وين ثين، رئيس استراتيجية الأسواق العالمية في "براون براذرز هاريمان"، إلى أن ضجيج الرسوم الجمركية سيزداد هذا الأسبوع مع اقتراب الموعد النهائي، مضيفًا أن بعض الصفقات الصغيرة قد تُعلن، لكن من غير المرجح إبرام اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي أو الصين أو اليابان في هذا التوقيت.

وفي ضوء هذه التطورات، ارتفع كل من اليوان الصيني والدولار الكندي بشكل طفيف مدعومَين بآمال تحسن العلاقات التجارية.