على هامش احتفالات قوات الدفاع الجوي بعيدها الرابع والخمسين، والذي يوافق الثلاثين من يونيو، التقى الفريق ياسر الطودي، قائد قوات الدفاع الجوي، بعدد من ممثلي وسائل الإعلام من المحررين العسكريين في مؤتمر صحفي، تحدث خلاله عن أبرز الإنجازات والتحديات التي تواجه المنظومة، والتطور النوعي الذي تشهده قدرات الدفاع الجوي لمجابهة العدائيات المتسارعة إقليميًا ودوليًا في توقيت بالغ الأهمية .
وأكد الفريق الطودي أن سماء مصر في أيدٍ أمينة، وأن قوة الدفاع الجوي المصرية – باعتبارها القوة الرابعة في القوات المسلحة – تواكب كافة المستجدات بأساليب غير تقليدية، مستندة إلى فكر علمي وتكتيكي متجدد، وتكامل تكنولوجي غير مسبوق، يعززه العنصر البشري المدرب والمؤهل نفسيًا وبدنيًا.
وإلى نص الحوار :
- السيد / قائد قوات الدفاع الجوي…
توصف قوات الدفاع الجوي دائماً بأنها درع السماء القادر على صد أي عدوان جوي، خصوصًا في الحروب الحديثة.
سيادة الفريق، نطلب من سيادتكم رسالة طمأنينة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي؟
في البداية أود أن أوضح أمرًا هامًا جدًا.. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا في ذات الوقت نهتم بكل ما يجري حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة والتهديدات التي تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن، وما تثيره من قلق بشأن المستقبل.
ولكن تظل دائمًا وأبدًا، القوات المسلحة ملتزمة بأهدافها وبرامجها وأسلوبها للمحافظة على كفاءتها القتالية في أوقات السلم والحرب.
وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة في مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح.
ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير في غاية الدقة.
نحن دائمًا نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز واستشراف الغد بالتطوير المستمر.
وأؤكد للشعب المصري أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي قوات الدفاع الجوي كافة الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكافة أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوي لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذي يليق بالدولة المصرية.
وأطمئن الشعب المصري بأن قوات الدفاع الجوي، القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية، تعمل ليل نهار سلمًا وحربًا في كل ربوع مصر، عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، ونعاهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والسيد الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على أن نسير قدمًا في تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي وأن نظل دوماً جنودًا أوفياء، حافظين العهد، مضحين بكل غالٍ ونفيس، نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعًا لأمتنا العربية.
###
- سيادة الفريق
على ضوء العمليات العسكرية الحديثة والتطور الملحوظ في أسلحة الهجوم الجوي وفكر وأساليب استخدامها، ما هي التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي؟
أبرزت العمليات العسكرية الأخيرة ظهور مراكز ثقل جديدة تحسم النتائج، منها:
1. التفوق الجوي: بامتلاك المقاتلات الحديثة المصممة بتكنولوجيا الإخفاء، مزودة برادارات متطورة، ونقاط تعليق متعددة لحمل الذخائر الذكية فائقة الدقة، والتي تطلق من بعد، وتؤمن أعمال قتالها طائرات قيادة وسيطرة، وحرب إلكترونية، ويصاحبها طائرات تزود بالوقود.
2. التفوق الصاروخي: باستخدام الصواريخ الباليستية والطوافة ذات السرعات الفرط صوتية والقدرة على المناورة، ومتعددة الرؤوس الحربية.
3. التفوق التكنولوجي: بدمج الذكاء الاصطناعي في نظم التسليح الجوي، وتنفيذ هجمات سيبرانية على البنية التحتية، ومراكز القيادة والسيطرة، والحرب النفسية عبر الإعلام والتواصل الاجتماعي.
4. التأمين بالمعلومات الدقيقة: من خلال الأقمار الصناعية، زرع العملاء، إعداد بنك أهداف، والتوجيه الدقيق للذخائر الجوية.
ولمجابهة هذه العدائيات بأنواعها المختلفة، نعتمد على:
• الإنذار الفضائي وشبكات الإنذار المبكر.
• منظومة دفاع جوي متكاملة متعددة الطبقات والمديات.
• أنظمة غير نمطية لمجابهة الطائرات بدون طيار والذخائر الذكية (الإعاقة، الخداع، الليزر، النبضات الكهرومغناطيسية).
• مراكز قيادة وسيطرة متقدمة تقوم بجمع وتحليل المعلومات، وتخصيص الأهداف للعناصر الإيجابية الأنسب.
###
- سيادة الفريق، أدى التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادرها إلى غياب السرية عن أنظمة التسليح… فكيف نطمئن إلى أن سماء مصر آمنة؟
في عصر السماوات المفتوحة، أصبح العالم قرية صغيرة، وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية أو شبكات المعلومات الدولية.
نحن نؤمن أن السر لا يكمن فيما نمتلكه فقط، بل في فكر الاستخدام غير النمطي، وتطوير العقيدة القتالية بطرق تضمن تحقيق المهام بكفاءة عالية رغم معرفة العدو بإمكانياتنا.
###
- تُعد منظومة الدفاع الجوي المصري من أعقد المنظومات… ما هي مكوناتها الأساسية؟
المنظومة تتكون من:
• عناصر استطلاع وإنذار: أجهزة رادارية ومراقبة جوية بالنظر لاكتشاف العدائيات الجوية وإنذار القوات.
• عناصر إيجابية: صواريخ ومدفعية م/ط ذات مديات مختلفة لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية والتشكيلات.
• مراكز قيادة وسيطرة: على مختلف المستويات، تعمل بتعاون وثيق مع القوات الجوية والبحرية والحرب الإلكترونية، للضغط على العدو الجوي وإفشال مهامه.
- ما هي جهودكم في بناء وتطوير قدرات الجندي المقاتل بدنيًا وعلميًا ونفسيًا؟
نتبع مسارين:
• الأول: إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل، بزرع القيم والولاء والانتماء، وتنمية الوعي الديني الصحيح، ومجابهة الحروب النفسية والتأثير السلبي لمواقع التواصل.
• الثاني: تطوير العملية التعليمية والتدريبية، باستخدام التعليم التفاعلي، التدريب في ظروف مشابهة للحرب، استخدام المقلدات، وتأهيل الضباط في الخارج للاطلاع على أحدث الأساليب العالمية.
###
س: السيد قائد قوات الدفاع الجوي…
كيف يتم التعاون العسكري بين قوات الدفاع الجوي ونظيراتها في الدول الشقيقة والصديقة؟
الإجابة:
ننفذ التعاون في 4 مجالات رئيسية:
1. التدريب: استضافة طلبة، تبادل الضباط، تدريبات مشتركة مثل (النجم الساطع، سهم الصداقة، ميدوزا، كليوباترا، تبوك، العقبة…).
2. التسليح: تبادل الخبرات في الصيانة، رفع الكفاءة، إطالة عمر المعدات.
3. العمليات: تبادل خبرات التخطيط، ورش عمل لمجابهة التهديدات الحديثة.
4. البحث الفني والتطوير: زيارات المراكز البحثية، تبادل حلول للمشكلات الفنية المتعلقة بالأنظمة المتوقفة الإنتاج.
- يتردد دائمًا مصطلح "حائط الصواريخ"… ما المقصود به وكيف أُنشئ؟
حائط الصواريخ هو تجميع متكامل من الصواريخ والمدفعية م/ط داخل مواقع محصنة، يوفر الدفاع الجوي عن الجبهة غرب القناة.
تم إنشاؤه تحت قصف مستمر من العدو، وكان أمامنا خياران: القفز للأمام دون تحصينات أو التقدم على وثبات مع تحصين كل نطاق… فاخترنا الثاني.
من أبريل إلى أغسطس 1970، تمكن الحائط من منع العدو من الاقتراب من القناة، ما أجبر إسرائيل على قبول "مبادرة روجرز" في 8 أغسطس.
- ما هو دور الدفاع الجوي في حرب أكتوبر وتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل؟
قبل الحرب، تم استكمال التسليح وتطوير التدريب.
في 17 سبتمبر 1971، تم إسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني الإسرائيلية.
خلال الحرب، أمنت قوات الدفاع الجوي العبور وأسقطت أكثر من 25 طائرة ليلة 6/7 أكتوبر، مما أجبر العدو على الابتعاد عن القناة بمسافة 15 كم.
فقد العدو ثلث طائراته في 3 أيام، وأسقطنا في المجمل 326 طائرة وأسرنا 22 طيارًا.
أعلن موشيه ديان في 14 أكتوبر 1973 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ودمائها.
###
لماذا تم اختيار يوم 30 يونيو عيدًا لقوات الدفاع الجوي؟
في 30 يونيو 1970، تم إسقاط 12 طائرة إسرائيلية فانتوم وسكاي هوك، وأُسر طياريها، في أول مرة تُسقط فيها طائرات فانتوم.
كان ذلك الإعلان الحقيقي عن ولادة "القوة الرابعة"، فاتخذت القوات هذا اليوم عيدًا رسميًا.