أكد محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في "أرباح المالية"، أن السوق شهد حركة إيجابية مدعومة بعدد من العوامل الداخلية والخارجية. حيث قال الفراج: "العوامل التي تؤثر بشكل إيجابي على السوق اليوم تشمل تحسن المؤشرات الاقتصادية المحلية، على رأسها انخفاض معدل البطالة في المملكة إلى 6.3%، وهو أدنى مستوى تاريخي، مما يعد دعماً مهماً للسوق".
وأضاف الفراج في لقاء مع العربية بيزنيس، أن رؤية السعودية 2030 كانت أحد العوامل المحورية التي ساهمت في هذه النتيجة، إذ كان المعدل المستهدف للبطالة 7%، مما يبرز تفوق المملكة في تحقيق أهدافها الاقتصادية.
من جهة أخرى، أشار الفراج إلى تقرير صندوق النقد الدولي الذي توقع أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 3.5% في عام 2025، بزيادة عن نسبة 3% المتوقعة لعام 2024. كما أظهرت بيانات صادرة عن هيئة الاستثمار، ارتفاع التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة بنسبة 44% في الربع الأول من العام، بما يعادل 22 مليار ريال سعودي، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي.
أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية تدعمان السوق السعودي
أما على الصعيد الدولي، فقد ذكر الفراج أن تحسن أسعار النفط وتراجع التوترات الجيوسياسية في المنطقة كان لهما أثر إيجابي على أسواق الأسهم السعودية، "بعد أن اختفت بعض المخاطر المرتبطة بالصراعات الإقليمية، أصبح لدينا بيئة أكثر استقرارًا، مما يسهم في تحسين أداء الأسواق المالية"
وتطرق الفراج أيضًا إلى التأثيرات المتوقعة من الأرقام الاقتصادية الأمريكية القادمة، خاصةً في ما يتعلق بسوق العمل. حيث ينتظر المحللون بيانات جديدة يوم الجمعة القادمة، التي تشير إلى أن نسبة البطالة في الولايات المتحدة قد تبلغ 4.3%، وهو ما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي نحو مزيد من التيسير النقدي، مما سيكون له تأثير إيجابي على الأسواق العالمية.
تحليل فني: السوق السعودي يتطلع إلى تجاوز مستويات 11,300 نقطة
على الصعيد الفني، أشار الفراج إلى أن السوق السعودي قد تعافى بشكل جيد من الهبوط الذي شهده في الفترة الماضية، حيث أصبح يتداول فوق مستوى 11,000 نقطة. وقال: "إذا استمر السوق في التداول فوق هذا المستوى، فإن النقطة التالية ستكون 11,300 نقطة. إذا تمكنا من تجاوز هذه المنطقة، فسيكون لدينا فرصة لإغلاق الفجوة السعرية التي افتتحت بين مستويات 11,855 و 11,200."
تقييم أسهم جديدة: فلاي ناس والتخصصية تحت المراقبة
وفيما يتعلق بالأسهم المدرجة حديثاً في السوق السعودي، تناول الفراج في حديثه تقييم سهم "فلاي ناس" وسهم "التخصصية الطبية". ورغم تراجع السهمين عن سعر الطرح، إلا أن الفراج أشار إلى أن الضغوط البيعية التي شهدتها الأسهم مؤخراً قد تكون مؤقتة. وقال: "فلاي ناس قد يشهد انتعاشًا مع تحسن الإيرادات والأداء بشكل عام. كما أن سهم التخصصية الطبية يواجه ضغطًا بيعيًا أيضًا ولكن هناك فرصة للتحسن مع أي إعلان عن توسعات مستقبلية للشركة."
أكوا باور تواجه ضغوطاً على أسهمها
وفيما يخص شركة أكوا باور، التي تعرضت أسهمها لضغوط بيع في الأيام الأخيرة، أوضح الفراج أن عمليات البيع قد تكون نتيجة للصفقات الخاصة التي تمت بأسعار أقل من السعر السوقي، بالإضافة إلى زيادة رأس المال عبر حقوق الأولوية. وقال: "المستثمرون الذين لا يملكون حقوق الاكتتاب قد يفضلون بيع أسهمهم بسبب توقعاتهم بهبوط السهم أكثر بعد زيادة عدد الأسهم."