وثائق مسربة تكشف اختراقا استخباراتيا إسرائيليا واسعا لإيران انتهى بخسائر فادحة لتل أبيب


الاحد 29 يونية 2025 | 12:59 صباحاً
إيران وإسرائيل
إيران وإسرائيل
وكالات

كشفت صحيفة التايمز البريطانية، استنادا إلى وثائق استخباراتية مسربة من جهاز الموساد الإسرائيلي، عن عملية اختراق عميق نفذها الموساد داخل البرنامجين النووي والصاروخي الإيراني، وُصفت بـ«الاختراق الكامل».

إلا أن نتائج هذه العملية جاءت على عكس المتوقع، إذ فشلت إسرائيل – رغم تغلغلها الواسع – في وقف تقدم المشروع النووي الإيراني أو تقويض قدراته، ما يكشف عن هشاشة الاستراتيجية الإسرائيلية رغم ما أنفق عليها من موارد هائلة.

ووفقا للتقرير، دفعت إسرائيل مبالغ طائلة في سبيل زرع عملاء في كل مصنع وورشة على الأراضي الإيرانية، بهدف جمع معلومات دقيقة حول منشآت تصنيع الصواريخ والمواقع النووية الحساسة، وعلى رأسها منشآتا نطنز وأصفهان.

وشملت العملية إعداد خرائط تفصيلية لأنفاق تحت الأرض، تطلبت وقتا وجهدًا كبيرين، وقدرت الصحيفة أن طموحات إيران حينها كانت تهدف إلى إنتاج نحو 8000 صاروخ باليستي.

ورغم هذا التغلغل، أكدت الوثائق أن المشروع الإيراني استمر في التقدم بوتيرة أسرع مما توقعه الموساد، ما دفع بعض التقديرات داخل الجهاز إلى وصف نتائج الاختراق بأنها «وهم أمان زائف»، إذ لم يُترجم هذا الكم من المعلومات إلى خطوات فاعلة على الأرض، ووجدت إسرائيل نفسها لاحقا في مواجهة مباشرة مع ترسانة صاروخية متطورة تضرب عمق أراضيها.

وفي ما اعتبرته الصحيفة «الفضيحة الأكبر»، تبين أن تل أبيب كانت تمتلك تلك المعلومات منذ أكثر من عقد، دون أن تتمكن من اتخاذ إجراءات وقائية فعّالة أو إحباط التهديد الإيراني المتنامي. وفي حين أدت عمليات الكشف عن العملاء داخل إيران إلى حالة من الهلع الداخلي واعتقال أكثر من ألف شخص، لم تحقق إسرائيل أي إنجاز نوعي يذكر.

وجاءت الضربة الأكبر خلال حرب الأيام الـ12 الأخيرة، حيث تعرضت لخسائر عسكرية ومدنية مؤلمة، رغم امتلاكها كنزا من البيانات الاستخباراتية التي لم تُترجم إلى ردع حقيقي، ما يعيد فتح ملف الفشل في تقدير قوة الخصم، وجدوى العمليات الاستخباراتية التي كلّفت الدولة مبالغ ضخمة دون نتائج ملموسة.