انخفاض حاد في أسعار الغاز بأوروبا مع تراجع التوترات الجيوسياسية

شهدت أسواق الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعاً ملحوظاً هذا الأسبوع، مع انخفاض العقود الآجلة للغاز إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين، مدفوعة بانحسار المخاوف الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتحسن مستويات المعروض من الوقود، خاصة مع وفرة الإمدادات القادمة من قطر.

انخفاض حاد في أسعار الغاز بأوروبا

وسجلت العقود المستقبلية الهولندية، المؤشر المرجعي لسوق الغاز في أوروبا، انخفاضاً بنسبة 3.1% يوم الجمعة، وهو التراجع اليومي السادس على التوالي، لتصل إلى 33.05 يورو لكل ميغاواط/ساعة. ويتجه المؤشر نحو خسارة أسبوعية تقارب 20%، وهي الأكبر منذ يوليو 2023، وفقاً لبيانات التداول الصباحية من بورصة أمستردام.

ويأتي هذا التراجع الكبير في الأسعار بعد إعلان غير متوقع عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بوساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وقد ساهم هذا التطور في تهدئة المخاوف المتعلقة بإغلاق محتمل لمضيق هرمز، أحد أكثر الممرات المائية أهمية في تجارة الطاقة، والذي يمر عبره حوالي خُمس صادرات الغاز الطبيعي المسال في العالم، بما في ذلك نسبة كبيرة من الإمدادات القطرية المتجهة إلى أوروبا.

وأوضحت مذكرة صادرة عن "معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي" أن "التهديد بإغلاق الممرات البحرية الرئيسية عادة ما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق وارتفاع التكاليف، لكن الانفراج السياسي ساعد في استقرار الوضع". وأضاف المعهد أن هذه التطورات تكشف مجدداً "هشاشة سوق الطاقة العالمية أمام التغيرات الجيوسياسية".

كما ساهم تراجع الطلب من الصين، ثاني أكبر مستهلك للغاز المسال في العالم، في خفض الضغط على السوق الأوروبية. ويعزى هذا الانخفاض في الطلب إلى التباطؤ الاقتصادي المحلي وقيود تجارية مستمرة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، صرّح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بأن اتفاقاً تجارياً جديداً تم التوصل إليه مع بكين، سيؤدي إلى تخفيف بعض الإجراءات المضادة، مما قد يؤثر على الطلب الصيني مستقبلاً.

من جهتها، تتوقع شركة "Energy Aspects" للاستشارات أن تبقى الأسعار الأوروبية عند مستويات منخفضة نسبياً خلال الأشهر المقبلة، لكنها قد ترتفع بشكل طفيف إلى 38.30 يورو للميغاواط/ساعة، مع اقتراب موسم الشتاء وحاجة الدول الأوروبية لإعادة ملء مخزوناتها الاستراتيجية لتلبية الطلب الموسمي.