الاتحاد الأوروبي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ويستعد لمراجعة التزامات إسرائيل حقوقيًا


الخميس 26 يونية 2025 | 07:59 مساءً
الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي
محمد شوشة

دعا قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع تأكيدهم على ضرورة الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن ووضع حد دائم للأعمال العدائية.

جاء ذلك خلال القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، حيث ناقش الزعماء الأوضاع في الشرق الأوسط، وأصدروا بيانًا شديد اللهجة بشأن الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة.

الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة

وجاء في البيان الختامي للقمة: "يدعو المجلس الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، مما يؤدي إلى إنهاء دائم للأعمال العدائية".

وشدد القادة على أهمية تسريع المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية منذ أشهر.

مناقشة تقرير حول التزام إسرائيل بحقوق الإنسان

أشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل مناقشة تقرير صادر عن الخدمة الدبلوماسية للاتحاد (الممثل الأعلى للشؤون الخارجية)، والذي خلص إلى وجود مؤشرات على انتهاك إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

ونصت المادة الثانية من الاتفاقية على احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي للعلاقات بين الجانبين.

وقال البيان: "يأخذ المجلس الأوروبي علماً بالتقرير المتعلق بامتثال إسرائيل للمادة الثانية من اتفاقية الشراكة، ويدعو إلى مواصلة المناقشات بشأن المتابعة، حسب الاقتضاء، في يوليو 2025، مع الأخذ في الاعتبار تطور الوضع على الأرض".

ردود فعل متباينة

لم يصدر أي رد رسمي فوري من إسرائيل، لكن مصادر دبلوماسية أوروبية أشارت إلى أن تل أبيب قد تعتبر هذه الخطوة ضغطًا سياسيًا جديدًا عليها.

من جهة أخرى، رحب ممثلون فلسطينيون بالبيان الأوروبي، معتبرين أنه خطوة مهمة نحو مساءلة إسرائيل عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مستقبل العلاقات الأوروبية الإسرائيلية

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل توترًا متزايدًا بسبب الاستمرار في الحرب على غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

ومن المقرر أن يعود القادة الأوروبيون إلى مناقشة هذا الملف في يوليو 2025، مع احتمال فرض عقوبات دبلوماسية أو اقتصادية إذا استمرت الانتهاكات المزعومة.

وتشهد غزة حربًا مدمرة منذ أكتوبر 2023، أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

ويواصل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الدعوة إلى وقف إطلاق النار الدائم وحل سياسي يقوم على أساس حل الدولتين.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي يعد أحد أكبر المانحين للفلسطينيين، لكنه يواجه ضغوطًا داخلية لمراجعة سياسته تجاه إسرائيل في ظل استمرار النزاع.