أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يوم الخميس، عن بدء تقديم اشتراكات مدفوعة للمستخدمين في الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر دخلها، تزامنًا مع مفاوضاتها الجارية مع الحكومة البريطانية بشأن آليات تمويلها.
وقد واجهت الهيئة خلال السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في عدد دافعي رسوم الترخيص، التي تبلغ 174.50 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا (ما يعادل نحو 239.76 دولارًا)، وهي رسوم مفروضة على كل أسرة تشاهد البث التلفزيوني المباشر. ويُعزى هذا الانخفاض إلى تزايد إقبال الجمهور على استهلاك المحتوى عبر الإنترنت.
وبدءًا من الخميس، سيُطلب من المستخدمين المتكررين لموقع "بي بي سي" الإخباري في الولايات المتحدة الاشتراك مقابل 49.99 دولارًا سنويًا، أو 8.99 دولارًا شهريًا، مقابل التمتع بوصول غير محدود إلى الأخبار، والتقارير المتخصصة، والبث المباشر على مدار الساعة.
وفي حين تبقى خدمات "بي بي سي" مجانية داخل المملكة المتحدة التزامًا منها بالخدمة العامة، فإن منصتها الإخبارية تعمل عالميًا بشكل تجاري، وتستقطب حوالي 139 مليون مستخدم، من بينهم 60 مليونًا في الولايات المتحدة وحدها.
وأوضحت "بي بي سي" في بيان أن نموذج الاشتراك الجديد يعتمد على درجة تفاعل المستخدم، ما يتيح للقراء العاديين الاطلاع على محتوى مجاني، بينما يحصل المشتركون على ميزات إضافية.
من جانبها، صرحت ريبيكا جلاشو، الرئيسة التنفيذية للإعلام العالمي والبث الرقمي في "بي بي سي"، بأن الهيئة ستقوم خلال الأشهر المقبلة باختبار النموذج الجديد وتقييم احتياجات الجمهور، مع توسيع العروض المقدمة لتشمل محتوى وثائقيًا طويلًا للمشتركين.
يُذكر أن الحكومة البريطانية أعلنت في نوفمبر الماضي أنها تعتزم مراجعة الميثاق الملكي لهيئة "بي بي سي"، والذي يحدد إطار عملها ونموذج تمويلها، بهدف إيجاد نظام مستدام وعادل بعد عام 2027. وحتى ذلك الحين، أكدت الحكومة التزامها بالإبقاء على رسوم الترخيص الحالية مع زيادتها بما يتماشى مع معدل التضخم.