أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن الأشهر المقبلة لا سيما بيانات شهري يونيو ويوليو ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادات كبيرة في الأسعار.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في شهادته أمام الكونجرس: "إذا رأينا تضخمًا ملحوظًا، فسيمثل ذلك عنصرًا مؤثرًا في صياغة سياستنا، وإذا لم يحدث ذلك، فقد تكون آلية انتقال الأثر أضعف مما نتوقع".
وأضاف أن البنك المركزي لا يرى ضرورة للاستعجال في خفض أسعار الفائدة، مؤكدًا أن صناع القرار يفضلون الانتظار لدراسة تداعيات الرسوم الجمركية المرتفعة، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع في معدلات التضخم خلال فصل الصيف.
ورفض باول الخضوع للضغوط السياسية، خاصة من قبل بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين والرئيس السابق دونالد ترامب، الذين طالبوا بخفض سريع لأسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ملتزم بالحفاظ على التضخم تحت السيطرة، وليس بتأييد أو معارضة السياسات التجارية للإدارة الأميركية.
التضخم في أمريكا
أوضح أن توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع ملحوظ في التضخم خلال ما تبقى من العام، وهو ما يدفع البنك المركزي إلى التريث قبل اتخاذ أي خطوات بشأن أسعار الفائدة، مضيفًا: "نحن في موقع جيد يسمح لنا بالانتظار ومراقبة تطورات الاقتصاد قبل اتخاذ قرار بشأن تعديل السياسة النقدية".
توقعات الفائدة الفيدرالية
في ضوء هذه التصريحات، خفّض المستثمرون رهاناتهم على احتمال خفض الفائدة في اجتماع يوليو المقبل، وبدأت التوقعات تميل أكثر نحو اتخاذ خطوة في سبتمبر، مع احتمال خفض إضافي قبل نهاية العام.
يُذكر أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أبقت في اجتماعها الأخير على سعر الفائدة بين 4.25% و4.5% دون تغيير، مع الإشارة إلى توقع واحد فقط بخفض محدود بنهاية 2025.
وتأتي تصريحات باول وسط انقسام في صفوف مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي؛ حيث يرى بعض المحافظين ضرورة الاستجابة السريعة لتباطؤ التضخم، بينما يحذر آخرون من تسارع التضخم مجددًا نتيجة ضغوط الأسعار الجمركية.