تراجع هيمنة الدولار.. ثلث البنوك المركزية تتجه نحو الذهب واليورو واليوان لإعادة تشكيل احتياطاتها


الثلاثاء 24 يونية 2025 | 05:50 مساءً
العملات
العملات
محمد شوشة

في تحول استراتيجي غير مسبوق، تتجه البنوك المركزية حول العالم لإعادة هيكلة احتياطاتها النقدية البالغة تريليونات الدولارات، عبر تقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي لصالح الذهب واليورو واليوان الصيني، في ظل تصاعد الانقسامات التجارية والاضطرابات الجيوسياسية، وفقًا لتقرير منتظر صدوره عن المنتدى الرسمي للمؤسسات النقدية والمالية (OMFIF).

الاحتياطات النقدية لدى البنوك المركزية

بحسب استطلاع شمل 75 بنكًا مركزيًا بين مارس ومايو 2025، فإن ثلث هذه المؤسسات تخطط لزيادة احتياطاتها من الذهب خلال عام إلى عامين، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ خمس سنوات على الأقل، وفقًا لوكالة رويترز.

كما أظهر الاستطلاع توجهًا متزايدًا نحو تقليص حصة الدولار، الذي تراجع من كونه العملة المفضلة في استطلاع العام الماضي إلى المرتبة السابعة هذا العام، وسط مخاوف من البيئة السياسية الأمريكية وتأثير الرسوم الجمركية التي أعاد الرئيس دونالد ترامب فرضها في أبريل الماضي.

ومن أبرز نتائج الاستطلاع: تخطط 40% من البنوك لزيادة حيازاتها من الذهب خلال العقد المقبل، وتصدر اليورو العملات المرشحة لزيادة الحصة في الاحتياطيات بـ16% من المصوتين، يليه اليوان الذي يُتوقع أن تتضاعف حصته لتصل إلى 6% بحلول 2035، تراجع متوسط التوقعات لحصة الدولار من الاحتياطيات العالمية في 2035 إلى 52% من 58% حاليًا.

اليورو يستعيد مكانته

تتوقع مصادر مطلعة أن يستعيد اليورو ما فقده من حصة في الاحتياطيات بعد أزمة ديون 2011، ليبلغ نحو 25% بحلول نهاية العقد. 

وقال خبراء في مؤسسات كبرى مثل UBS وHSBC إن مشاعر مديري الاحتياطي تجاه اليورو أصبحت أكثر إيجابية، لا سيما بعد ما سُمّي بـ"يوم التحرير" الأميركي.

وشددت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، على ضرورة دعم أسواق رأس المال الأوروبية لتسهيل دور اليورو كبديل موثوق للدولار، مشيرة إلى أن تعزيز إصدار السندات الأوروبية المشتركة وزيادة الإنفاق الدفاعي يسهم في هذا التوجه.

اليوان يكتسب أرضًا جديدة

في المقابل، وعلى الرغم من ضوابط رأس المال التي تحد من جاذبية اليوان، توقعت 30% من البنوك المشاركة زيادة حيازاتها منه خلال العقد المقبل.

ورأى تشو شياو تشوان، محافظ البنك المركزي الصيني السابق، أن أمام اليورو واليوان فرصًا كبيرة للنمو كعملات احتياطية، وإن كانت تحتاج إلى أداء واجباتها أولًا.