أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الثلاثاء، أن العالم النووي محمد رضا صديقي قُتل في عملية اغتيال نفذتها إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية، وذلك قبل ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، والذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومقترح أمريكي.
وأوضح التقرير أن صديقي، أحد كبار العلماء في مجال تطوير البرامج النووية السلمية، استُهدف أثناء تنقله في إحدى مناطق العاصمة طهران، حيث تم تنفيذ العملية بشكل دقيق، دون أن تُعلن طهران حتى الآن عن تفاصيل إضافية حول طريقة الاغتيال أو هوية المنفذين.
وأكدت السلطات الإيرانية أنها فتحت تحقيقًا موسعًا في الحادث، وتعهدت بالرد المناسب على ما وصفته بـ"جريمة إرهابية منظمة تستهدف العقول العلمية الوطنية"، متهمة إسرائيل بمحاولة إفشال مسار التهدئة وتعطيل الجهود الدبلوماسية.
ويأتي هذا التطور بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف شامل لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات، في إطار وساطة قطرية ودفع أمريكي مباشر.
وكانت إيران أبلغت واشنطن لاحقًا بأنها لا تنوي شن مزيد من الهجمات على إسرائيل، وهو ما اعتبره البيت الأبيض خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد.
وجاءت عملية الاغتيال بعد أيام من توتر غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، تخللته هجمات متبادلة على مواقع عسكرية وحيوية، بينها منشآت نووية، في تصعيد أثار قلقًا واسعًا لدى المجتمع الدولي.
ويعيد اغتيال محمد رضا صديقي إلى الأذهان سلسلة اغتيالات سابقة استهدفت علماء نوويين إيرانيين في السنوات الأخيرة، كان أبرزهم العالم محسن فخري زاده، الذي قُتل في نوفمبر 2020، واتهمت إيران أيضًا إسرائيل بالوقوف خلفها.
وتخشى دوائر سياسية أن يؤدي هذا الحادث الجديد إلى نسف فرص استمرار الهدنة الوليدة، وإعادة إشعال المواجهة العسكرية في المنطقة.