قال مازن أبو إسماعيل، محلل أسواق المال، إن التوترات الجيوسياسية والعسكرية في منطقة الخليج دفعت الأسواق إلى موجة من الخوف والقلق، ما انعكس بارتفاع حاد في أسعار النفط والذهب، وتراجع في مؤشرات الأسهم.
وأوضح أبو إسماعيل، في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن "المستثمرين يتجهون عادةً إلى الملاذات الآمنة في أوقات التصعيد، كالذهب والنفط، خوفاً من تعطل سلاسل التوريد أو توسع نطاق النزاع"، مشيراً إلى أن الأسواق بدأت تسعّر خطر التصعيد المحتمل، خاصة مع التهديدات المتكررة بإغلاق مضيق هرمز.
وحذر أبو إسماعيل من أن أي تصعيد قد يدفع أسعار النفط إلى ما فوق 110 أو حتى 120 دولاراً للبرميل، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار الاقتصاد العالمي، وقد يعيد العالم إلى دوامة التضخم المرتفع والنمو الضعيف، فيما يُعرف بـ"الانكماش التضخمي".
وفيما يتعلق بتأثير هذه التطورات على السياسات النقدية، أشار إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة قد يعرقل التوجهات التيسيرية للمصارف المركزية، وقد يدفعها إلى تثبيت أو حتى رفع أسعار الفائدة مجدداً، خاصة في ظل الضغوط التضخمية القائمة.
وعن مستقبل الذهب، أكد أن "الاتجاه الصاعد للذهب لا يزال مستمراً"، لافتاً إلى أن البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها الصين، هي المحرك الأساسي لارتفاع أسعار الذهب، حيث تسجل زيادة كبيرة في حجم احتياطاتها خلال الأشهر الماضية.
وختم أبو إسماعيل بالقول إن السيناريوهات القادمة مرتبطة بمدى التصعيد أو التهدئة، "فإما التوجه نحو حل دبلوماسي سريع، أو مواجهة أزمة اقتصادية ومالية عالمية جديدة قد تعرقل التعافي المنتظر في عام 2025".