أبو المكارم: صادرات الصناعات الكيماوية المصرية ترتفع 15% رغم التحديات الجيوسياسية


الاثنين 23 يونية 2025 | 06:22 مساءً
المهندس خالد أبو المكارم
المهندس خالد أبو المكارم
محمد فهمي

قال المهندس خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن القطاع شهد طفرة في الأداء خلال الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفع حجم الصادرات بنسبة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 3.2 مليار دولار حتى نهاية أبريل، ثم إلى 3.9 مليار دولار بنهاية مايو.

تنوع المنتجات والأسواق الجديدة كلمة السر

وأشار أبو المكارم، في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، إلى أن هذا النمو يعود إلى عدة عوامل، أبرزها تنوع المنتجات المصرية التي تشمل الأسمدة، واللدائن، والدهانات، والعبوات الزجاجية، والأسمدة غير العضوية، وهذا التنوع سمح بدخول أسواق جديدة، لا سيما السوق الإفريقية التي وصفها بـ"البِكر"، مؤكدًا أن المجلس ركّز على اختراقها عبر إنشاء مراكز لوجستية في دول مثل كينيا وتنزانيا، لتوفير "البضاعة الحاضرة" التي تمثل عامل جذب رئيسي في تلك الأسواق.

السوق الإفريقية تمثل 17% والأوروبية 59%

أوضح أبو المكارم أن السوق الإفريقية تمثل نحو 17% من صادرات قطاع الصناعات الكيماوية، في حين تستحوذ أوروبا على 59% من حجم الصادرات، مشيرًا إلى أن دولًا مثل فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، وتركيا تعد من أبرز الوجهات.

وأضاف: "استطعنا دخول الأسواق الأوروبية رغم الاشتراطات الفنية الصارمة، مما سهّل علينا لاحقًا التوسع في إفريقيا، رغم التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف الشحن"، لافتًا إلى أن برنامج دعم الشحن إلى إفريقيا بنسبة تصل إلى 50% لعب دورًا مهمًا في تسهيل التوسع في القارة.

فرصة بديلة بعد الحرب الروسية الأوكرانية

وحول أثر الحرب الروسية الأوكرانية، أكد أبو المكارم أن الأزمة شكلت "فرصة ذهبية" للصادرات المصرية، خاصة في قطاع الأسمدة، بعد أن تعذر على روسيا تلبية احتياجات بعض الأسواق الأوروبية. وقال: "استطعنا استبدال الأسمدة الروسية في بعض الأسواق بمنتجاتنا، لما نتمتع به من جودة وسعر تنافسي".

الحرب الإيرانية الإسرائيلية وتأثير الغاز

وفيما يخص الحرب الإيرانية الإسرائيلية، لفت إلى أنها تسببت في تأخير وصول الغاز الطبيعي عبر الأنابيب، ما أدى إلى تباطؤ إنتاج بعض مصانع الأسمدة. لكنه شدد على أن ذلك لم يصل إلى توقف تام، موضحًا أن بعض المصانع استغلت فترة تباطؤ الإنتاج لإجراء أعمال صيانة دورية.

وأضاف: "توجد خطط لاستيراد الغاز عبر مراكب وتسييله محليًا، ما سيساهم في سد الفجوة المؤقتة والحفاظ على التزاماتنا التصديرية"، مؤكدًا أهمية الحفاظ على ثقة العملاء الدوليين وتجنب فقدانهم لصالح موردين آخرين.

واختتم أبو المكارم تصريحاته بالتأكيد على أن القطاع لم يتوقف، وأن الحكومة تولي أهمية قصوى لاستمرار إمدادات الكهرباء، وهو ما ينعكس إيجابيًا على استقرار تشغيل المصانع، قائلاً: "رُبّ ضارة نافعة، فقد استغللنا الأزمة لإجراء صيانة وتطوير، ونأمل أن نواصل النمو في الفترة المقبلة".