في تطور جديد يعكس ازدياد القلق الدولي من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، عبّر وزير الخارجية الصيني عن رفض بلاده للهجمات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت داخل الأراضي الإيرانية، محذرًا من تبعاتها السياسية والأمنية على السلم العالمي.
وقال الوزير الصيني، في تصريحات عاجلة نقلتها وسائل إعلام رسمية اليوم الإثنين، إن "الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية تُعد سابقة خطيرة ومؤشرًا سلبيًا في العلاقات الدولية"، مضيفًا أن "لجوء إسرائيل إلى استخدام ذرائع تستند إلى احتمالات تهديد إيراني مستقبلي، هو أمر يبعث برسائل خاطئة للمجتمع الدولي، ويمثل انحرافًا عن مبدأ الردع المشروع إلى منطق الاستباق العدواني".
الصين تطالب بضبط النفس وتحذر من عواقب التهور العسكري
وأشار وزير الخارجية إلى أن التصعيد الأخير يضع المنطقة على حافة الانفجار، مؤكدًا أن بكين ترى في الهجمات الأمريكية والإسرائيلية تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء التي ترسمها الشرعية الدولية، وتفريغًا لجهود التهدئة الإقليمية من مضمونها.
كما شدّد على ضرورة التمسك بالحوار والدبلوماسية كمسار وحيد لتجنب الانزلاق نحو حرب أوسع، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب من شأنها زيادة التوتر وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
دعوة لحماية الاتفاق النووي
وتأتي التصريحات الصينية في وقت يتعرض فيه الاتفاق النووي الإيراني إلى ضغوط غير مسبوقة، مع ازدياد احتمالات خروجه عن المسار التفاوضي نهائيًا. وفي هذا السياق، دعت الصين المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية الاتفاق، وإعادة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار دون شروط مسبقة.
واختتم الوزير الصيني تصريحاته بالتأكيد على أن بلاده "تؤمن بأن الأمن لا يتحقق عبر الغارات الجوية"، بل عبر بناء الثقة المتبادلة وتفعيل الآليات الدولية التي تضمن حق الدول في التنمية دون تهديد، محذرًا من أن "سابقة مهاجمة منشآت نووية ستفتح بابًا خطيرًا أمام دول أخرى لتبرير أعمال مشابهة".