إسرائيل تضغط على إدارة ترامب لضرب منشأة فوردو الإيرانية قبل انتهاء مهلة الأسبوعين


الاحد 22 يونية 2025 | 02:05 صباحاً
منشأة فوردو النووية
منشأة فوردو النووية
وكالات

قالت مصادر أمنية إن إسرائيل أخبرت إدارة ترامب صراحة أنها «لا تريد الانتظار» حتى انتهاء مهلة الأسبوعين التي حددها الرئيس الأمريكي، بل تفضّل شنّ ضربة عسكرية ضد منشأة فوردو النووية المحصّنة في إيران قبل ذلك.

وأضافت المصادر أن الاتصال الهاتفي بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من إدارة ترامب كان متوترا، حيث عبّرت تل أبيب عن خشيته من فقدان فرصة عاجلة لتدمير الموقع قبل تعزيز دفاعاته أو تغير الظروف الميدانية.

وذكرت المصادر أن إسرائيل تعتبر منشأة فوردو «جوهرة التاج» في البرنامج النووي الإيراني ومعرّضة لضغوط الوقت. وأوضحت أنه لا توجد دولة سوى الولايات المتحدة تمتلك قنابل خارقة للتحصينات (مثل GBU‑57) قادرة على اختراق الموقع الذي يقع داخل جبل.

ونقلت الولايات المتحدة قاذفات B‑2 إلى جزيرة غوام، مما يعزّز احتمال مشاركتها في أي هجوم محتمل ضد إيران.

وعبر نائب الرئيس الأمريكي جي.دي. فانس عن معارضته الواضحة لأي انخراط مباشر للولايات المتحدة، محذرا من أن إسرائيل قد تجرّ البلاد إلى حرب جديدة.

وشارك وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في الاتصال، مما يعكس حدة النقاش داخل الإدارة.

وأشارت رويترز إلى الخلاف الواضح داخل إدارة ترامب، بين قاعدة داعمة لعدم التورّط بالحرب مثل فانس، وأخرى تدفع نحو التدخل مثل السيناتور ليندسي جراهام.

وذكرت المصادر أن ترامب بدا متردداً بين رغبته بتجنب حروب خارجية كما وعد ناخبيه، وبين تصاعد خطابه العدائي تجاه إيران في الأيام الأخيرة.

من جانبها، تُشير المعلومات إلى أن إسرائيل تشعر بوجود زخم عسكري حالي، وأن أي تأخير قد يكلفها كثيراً من حيث الكلفة البشرية والسياسية.

وأضافت المصادر أن إسرائيل تميل نحو خيار الضربة المنفردة ضد فوردو رغم إدراكها للمخاطر العالية، وقد تلجأ لتدمير المعدات والمواد داخل المنشأة بدلاً من محاولة تدمير الهيكل المحصن ذاته.

أحد السيناريوهات المحتملة، بحسب المصادر الأمنية، هو تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية المتتالية لاختراق التحصينات قبل تدخل وحدات خاصة لتدمير الموقع من الداخل.

لكن خبراء عسكريين يشكون في قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية ناجحة ضد فوردو دون دعم أميركي، بسبب تحصين المنشأة العميق.

حتى في حال نجاح أي ضربة مشتركة أميركية – إسرائيلية، فإن خبراء نوويين يرون أن ذلك لن يوقف برنامج إيران النووي إلا لفترة مؤقتة.

وتُشير التقديرات إلى أن الحملة العسكرية قد تقوّي عزيمة إيران لاستكمال برنامجها النووي وتشريع مساعيها المستقبلية.

في الوقت نفسه، يخشى مسؤولون من أن أي تدخل عسكري قد يفعّل ردود فعل واسعة من إيران، تشمل استهداف قواعد أميركية وحلفاء وضرب مصالح الطاقة العالمية، ويُعتقد أن غياب موقف موحّد داخل الإدارة الأمريكية يمنح إسرائيل مرونة أكبر، لكن يُعرّض أي قرار منفرد لخطر متزايد.

وحذّرت المصادر من أن أي عملية إسرائيلية فاشلة أو غير كاملة ضد فوردو قد تقوّي مكانة إيران إقليمياً وتكشف حدود القوة الإسرائيلية.