يتواصل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران لليوم السادس على التوالي، وسط تبادل مكثّف للهجمات وتزايد حدة التحذيرات السياسية والعسكرية، ما يرفع منسوب القلق الدولي بشأن انفجار الوضع في المنطقة وخروجه عن السيطرة.
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تنفيذ سلسلة من الغارات على 40 موقعاً حيوياً من البنية التحتية الصاروخية الإيرانية، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة ومراكز تابعة لعناصر عسكرية في الداخل الإيراني. وتأتي هذه الضربات في إطار حملة متواصلة بدأت منذ يوم الجمعة، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى.
في المقابل، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أنّ إيران "لن تتغاضى عن أي اعتداء على أراضيها"، مشدداً على أنّ "القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى" للتعامل مع أي تهديد قادم، في حين قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، علي بحريني، إن الرد الإيراني سيكون "قويًا ودون ضبط للنفس".
في تطور لافت، أعلنت إسرائيل مقتل الجنرال علي شادماني، رئيس أركان الحرب الإيراني الجديد، الذي عُيّن مؤخرًا عقب مقتل سلفه في الضربة الجوية الأولى الجمعة الماضي، ما يُعد ضربة قاصمة للقيادة العسكرية الإيرانية.
من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الروسية، على لسان نائب الوزير سيرغي ريابكوف، الولايات المتحدة من تقديم أي دعم عسكري مباشر لإسرائيل، معتبرةً أن ذلك قد يؤدي إلى "زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل خطير"، داعية واشنطن إلى ضبط النفس.
وفي مؤشر آخر على اتساع رقعة النزاع، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تلقّت تقارير تفيد بتعرّض منشأتين إيرانيتين لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في منطقة كرج للقصف، ما أدى إلى تدمير مبنيين كانا يستخدمان في تصنيع مكونات أساسية لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
في سياق متصل، دعا وزير الاقتصاد الإيراني السابق، إحسان خاندوزي، عبر منصة "إكس"، إلى فرض سيطرة كاملة لإيران على مضيق هرمز، مطالبًا بمنع عبور ناقلات الغاز الطبيعي المسال دون إذن مسبق من طهران، معتبرًا ذلك خطوة "حاسمة يجب تنفيذها فوراً لمدة 100 يوم على الأقل". ولم يصدر تعليق رسمي من الجهات الحكومية حول هذه الدعوة، ما يترك الموقف الإيراني الرسمي غامضاً تجاه هذه السياسة.
في ساحة المواجهة الجوية، أعلنت إسرائيل بدء موجة جديدة من الهجمات على أهداف في طهران، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بإسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في إقليم أصفهان، في مشهد يُجسّد شدة المواجهات الجوية بين الطرفين.
من جانبه، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته تجاه إيران، مُعلناً عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الولايات المتحدة تسيطر بالكامل على الأجواء فوق إيران"، واصفًا خامنئي بأنه "هدف سهل"، ومؤكدًا أن "صبر أميركا بدأ ينفد"، مطالباً باستسلام غير مشروط من طهران.
وعلى الصعيد العسكري، أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لشبكة NBC بأن هناك تحركات لتسريع نشر حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" وعدد من القطع البحرية إلى منطقة الخليج، في خطوة تعكس قلقاً أميركياً من احتمالات الانزلاق إلى حرب شاملة.
وبحسب وسائل إعلام رسمية، ارتفعت حصيلة الضحايا في إيران إلى 224 قتيلاً منذ بدء القصف الإسرائيلي يوم الجمعة، بينما أسفرت الضربات الإيرانية الانتقامية عن مقتل 24 شخصاً في إسرائيل، وسط حالة من الذعر في مدن الاحتلال، حيث فرّ السكان إلى محطات المترو والملاجئ خشية الصواريخ الإيرانية.
يُذكر أن هذا التصعيد يأتي في وقت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا، حيث تتقاطع فيه التوترات السياسية مع حسابات عسكرية معقّدة، وسط تحذيرات متكررة من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع لا تُحمد عقباها.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
