أعلنت قوات الشرطة الإيرانية، صباح الأربعاء، عن إسقاط 14 طائرة مسيّرة معادية، خلال الساعات الماضية، كانت تحلق في أجواء العاصمة طهران ومدن أصفهان والبرز، مؤكدة إحباط محاولات اختراق جوي استهدفت مواقع حيوية داخل البلاد.
وقالت الشرطة، في بيان رسمي بثته وسائل الإعلام الإيرانية، إنها تمكنت بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية من رصد وإسقاط الطائرات المسيرة في الوقت المناسب، دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو مادية كبيرة، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تمثل "جزءًا من مخطط تخريبي يستهدف الأمن القومي".
ولم تكتفِ السلطات بالإجراءات الدفاعية، بل كشفت في تطور نوعي عن تفكيك خلايا سرية لتصنيع المسيّرات والعبوات الناسفة داخل مناطق متفرقة من البلاد، حيث تم مداهمة ورش ومنازل سكنية تستخدم كمراكز لتجميع وتطوير الطائرات المسيرة والمتفجرات، وذلك في كل من طهران وأصفهان والبرز.
تفاصيل العملية الأمنية:
تم ضبط معدات إلكترونية متطورة ومكونات تُستخدم في توجيه المسيّرات عن بُعد.
العثور على مواد أولية لصناعة المتفجرات وأجهزة تحكم لاسلكي.
اعتقال عدد من المشتبه بهم المتورطين في إدارة تلك المواقع السرية.
التحقيقات الأولية تشير إلى ضلوع عناصر لها ارتباطات بالخارج، دون أن تُعلن السلطات عن هوية الأطراف المسؤولة بشكل مباشر.
وأكدت المصادر الرسمية أن العملية الأمنية ما تزال جارية، وسط تعزيزات أمنية مشددة في محيط بعض المنشآت الحيوية، إلى جانب رفع جاهزية الدفاعات الجوية.
رسائل سياسية وأمنية:
تأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من إعلان إيران عن إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز "هرمز" فوق مدينة أصفهان، مما يعكس تصاعد وتيرة الصراع في المنطقة، لا سيما في ظل حرب المسيّرات والتجسس الإلكتروني التي باتت أحد أدوات المواجهة الإقليمية.
ويتوقع مراقبون أن يكون لهذا التصعيد انعكاسات مباشرة على المشهد السياسي والأمني في إيران، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية واحتدام التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة في عدة ملفات، أبرزها النووي والتواجد العسكري في المنطقة.
ختامًا:
رغم التكتم النسبي على تفاصيل المعتقلين والجهات الداعمة، إلا أن الإعلان الإيراني يبعث برسالة حاسمة مفادها أن الأمن الداخلي في حالة استنفار قصوى، وأن البلاد لن تتهاون مع أي محاولات لاختراق سيادتها أو استهداف منشآتها.