كيف يؤثر الصراع الإيراني الإسرائيلي على الاقتصاد العالمي؟


الثلاثاء 17 يونية 2025 | 07:47 مساءً
الاقتصاد العالمي
الاقتصاد العالمي
وكالات

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تتجه أنظار العالم بقلق متزايد إلى تداعيات هذا الصراع على الاقتصاد العالمي. فبينما يبدو النزاع محصورًا جغرافيًا، إلا أن تأثيراته المحتملة تتجاوز حدود الشرق الأوسط لتضرب مفاصل الاقتصاد الدولي عبر عدة قنوات حيوية.

النفط والغاز أول المتأثرين

يمثل الشرق الأوسط مركزًا أساسيًا لإمدادات الطاقة العالمية، ويُعد مضيق هرمز أحد أكثر الممرات البحرية حساسية، إذ يمر عبره نحو 20% من النفط الخام العالمي. ومع أي تهديد أو إغلاق محتمل لهذا الممر، ترتفع أسعار النفط بشكل كبير، كما حدث مؤخراً عندما قفزت أسعار شحن ناقلات النفط من الخليج إلى الصين بنسبة 24% في يوم واحد، وفقًا لبيانات "كبلر".

إيران، التي تنتج نحو 3% من النفط و7% من الغاز عالميًا، تُعد لاعبًا رئيسيًا في السوق. وأي تعطيل لصادراتها من شأنه أن يفاقم الضغوط على الأسعار، ويدفع بالتضخم إلى مستويات جديدة عالميًا، ما يجبر البنوك المركزية على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ويضعف النمو الاقتصادي.

سلاسل التوريد تواجه ضغوطًا هائلة

الاضطرابات في مضيق هرمز أو البحر الأحمر تُعقد حركة الشحن البحري، ما يدفع الشركات لتغيير مساراتها نحو طرق أطول وأكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح. هذا التحول لا يعني فقط تأخير البضائع وزيادة تكاليفها، بل يرفع أيضًا أقساط التأمين ويؤثر سلبًا على الكفاءة اللوجستية العالمية.

الطيران والسياحة في مهب الريح

مع إغلاق مجالات جوية وتحويل مسارات الرحلات، تواجه شركات الطيران ارتفاعًا في التكاليف التشغيلية واضطرابات في الجداول، مما يضع ضغطًا جديدًا على قطاع لا يزال يتعافى من آثار الجائحة. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار التذاكر، وتتأثر السياحة الإقليمية والعالمية سلبًا.

الأسواق المالية.. وتدافع نحو الأصول الآمنة

رد الفعل المعتاد على التوترات الجيوسياسية يظهر في الأسواق: فرار المستثمرين نحو الذهب والدولار، وتراجع الأسهم، وارتفاع تكاليف الاقتراض في المنطقة. كما تزداد المخاوف بشأن تراجع التصنيف الائتماني للدول المتأثرة، وتقلص الاستثمار الأجنبي المباشر.

ركود عالمي محتمل

في حال تطور الصراع إلى مواجهة طويلة الأمد، مع تعطيل سلاسل التوريد وارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة، يحذّر محللون من سيناريو ركود عالمي أو حتى كساد. وستكون القطاعات المعتمدة على الاستقرار، كالسياحة والطيران، في مقدمة المتضررين.

تحوّل في أولويات الحكومات

العديد من الدول، خاصة في المنطقة، قد تجد نفسها مجبرة على زيادة الإنفاق الأمني والعسكري على حساب الاستثمارات التنموية والخدمات الأساسية. كما يتجه عدد متزايد من البنوك المركزية لتعزيز احتياطياتها من الذهب كملاذ آمن، تحسبًا لمزيد من التقلبات.