"فيتش": اتساع الصراع بين إيران وإسرائيل يهدد الاقتصاد الإقليمي رغم مكاسب النفط


الثلاثاء 17 يونية 2025 | 05:03 مساءً
إيران وإسرائيل
إيران وإسرائيل
وكالات

حذّرت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش ريتنغز" من أن أي اتساع في رقعة الصراع بين إيران وإسرائيل، أو تعطل لحركة الشحن عبر مضيق هرمز، قد يؤدي إلى ارتفاع حاد ومستمر في أسعار النفط، بما قد يتجاوز أي مكاسب اقتصادية مؤقتة لدول المنطقة، نتيجة التأثيرات السلبية المحتملة على أوضاعها الائتمانية.

ورغم هذا التحذير، استبعدت الوكالة في تقرير حديث لها أن يتوسع الصراع ليشمل المنطقة بأكملها أو أن يتم إغلاق مضيق هرمز في المدى القريب، مؤكدة في الوقت ذاته أن الحرب الجارية بين طهران وتل أبيب تُسهم في تصاعد المخاطر الأمنية الإقليمية. ولم يذكر التقرير تقديرات محددة لأسعار النفط، إلا أن خام برنت يُتداول حالياً قرب 74 دولاراً للبرميل.

التصعيد الميداني وخفض التصعيد السياسي

يأتي هذا التقييم في ظل استمرار تبادل القصف بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي، بينما تتواتر تقارير عن رغبة إيرانية في تهدئة التوتر واستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بشرط التزام واشنطن بالحياد في النزاع. من جانبه، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى إخلاء العاصمة الإيرانية فوراً.

صراع محدود زمنياً وجغرافياً

وتوقعت "فيتش" أن يظل الصراع محصوراً جغرافياً بين الطرفين، وألا يتجاوز "بضعة أسابيع"، مشيرة إلى أن الحملات العسكرية الإسرائيلية ضد وكلاء إيران في غزة ولبنان أضعفت قدرة طهران على الرد من خلال حلفائها.

وفيما يتعلق بالخليج العربي، استبعدت الوكالة أن تقدم إيران على استهداف مباشر لدول مجلس التعاون، في ظل العلاقات الإيجابية التي تربطها بهذه الدول، والتي تجلت في إداناتها الموحدة للهجمات الإسرائيلية. كما لفتت إلى أن الصناديق السيادية في دول مثل السعودية، الإمارات، قطر، والكويت تمتلك هوامش مالية كافية لامتصاص آثار أي تصعيد أمني محتمل.

تأثير الصراع على سوق النفط

شهدت أسعار النفط قفزة بنسبة 7% فور اندلاع المواجهات، قبل أن تتراجع لاحقاً، ويُتداول خام برنت حالياً فوق 73 دولاراً للبرميل. وقد استهدفت إسرائيل مواقع استراتيجية في إيران، من بينها منشآت نووية في نطنز وأصفهان وفوردو، إضافة إلى منشآت طاقة منها مستودع نفط غرب طهران وحقل "بارس الجنوبي" العملاق للغاز، مما أدى إلى تعليق الإنتاج جزئياً فيه.

وترى "فيتش" أن تحالف "أوبك+" يمتلك قدرة إنتاجية فائضة تقارب 5.7 مليون برميل يومياً، مما يمكنه من تعويض أي تراجع في الصادرات الإيرانية. لكنها حذّرت من أن حدوث أضرار كبيرة في البنية التحتية للطاقة في إيران قد يؤدي إلى ضغط تصاعدي على الأسعار، مقدّرة الزيادة في "علاوة المخاطر الجيوسياسية" بنحو 5 إلى 10 دولارات للبرميل.

مضيق هرمز... تهديد قائم

ورغم غياب دلائل مؤكدة على نية إيران اتخاذ خطوات متطرفة مثل مهاجمة ناقلات النفط في مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما يقارب 20% من إنتاج النفط العالمي يومياً، إلا أن تهديدات علنية صدرت من طهران مؤخراً. فقد صرّح النائب في البرلمان الإيراني وعضو لجنة الأمن القومي، إسماعيل كوثري، أن إيران "تدرس بجدية" إغلاق المضيق، وأنها ستتخذ القرار "بكل حزم"، بحسب وسائل إعلام رسمية.