ميتا تُدخل الإعلانات إلى واتساب وتطلق نظام اشتراكات مدفوعة.. تفاصيل

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت شركة "ميتا" (الشركة الأم لفيسبوك وإنستجرام وواتساب) عن إطلاق نظام جديد للإعلانات داخل تطبيق "واتساب"، إلى جانب طرح اشتراكات مدفوعة لقنوات البث، وذلك في إطار خطة استراتيجية لزيادة العوائد المالية وتعزيز تمويل استثماراتها الهائلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويمثّل هذا القرار أول دخول رسمي للإعلانات داخل واجهة المستخدم في واتساب، وهو التطبيق الذي كان يُعرف سابقًا بسياسة "الخلو من الإعلانات" منذ تأسيسه، مما يجعله تحوّلًا نوعيًا في نموذج الأعمال الذي تتبناه ميتا حالياً.

الإعلانات في "تبويب التحديثات"

وفقًا لتصريحات مسؤولين في ميتا، فإن الإعلانات ستظهر في قسم "التحديثات" (Updates)، الذي يضم ميزتي "الحالة" (Status) و"قنوات البث" (Channels)، وهو القسم الذي يزوره أكثر من 1.5 مليار مستخدم يوميًا حول العالم.

وتخطط ميتا لعرض إعلانات مرئية أو ترويجية للمعلنين ضمن القصص والقنوات، بطريقة مشابهة لما هو متبع على إنستغرام وفيسبوك، ولكن دون التأثير على الرسائل الخاصة أو المكالمات التي تظل مشفرة بالكامل من طرف إلى طرف (End-to-End Encryption).

اشتراكات مدفوعة داخل القنوات.. بدون عمولة مبدئية

بالإضافة إلى الإعلانات، ستتيح ميتا لمشغّلي قنوات البث على واتساب فرصة فرض اشتراكات مالية على متابعيهم مقابل محتوى خاص أو امتيازات حصرية. وتأتي هذه الخطوة كجزء من دعم صُنّاع المحتوى والمنظمات التجارية، حيث أوضحت ميتا أنها لن تقتطع أي عمولة في المرحلة الأولى، ما يفتح المجال أمام التجربة المجانية للمنشئين.

وتُعتبر هذه الاشتراكات جزءًا من سياسة أوسع لتوفير أدوات ربح مباشرة للمؤثرين والشركات الصغيرة، على غرار ما يجري في تيليغرام ويوتيوب.

التركيز على الأسواق الناشئة.. والهند والبرازيل في المقدمة

أوضحت ميتا أن هذه التغييرات ستُركّز في البداية على الأسواق خارج الولايات المتحدة، وتحديدًا في الدول التي يتمتع فيها واتساب بشعبية ضخمة مثل الهند والبرازيل، إذ يُعد التطبيق وسيلة الاتصال الرئيسية للمليارات من المستخدمين، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتسعى ميتا إلى تحويل واتساب إلى منصة أعمال متكاملة في هذه المناطق، مع دعم المدفوعات الرقمية، التواصل التجاري، والإعلانات المستهدفة، ضمن منظومة اقتصادية مغلقة تدعم نموها في الأسواق العالمية.

الذكاء الاصطناعي على رأس الأولويات

ويأتي هذا التوسع في الخدمات المدفوعة والإعلانات ضمن استراتيجية ميتا لتوفير مصادر تمويل جديدة لمشروعاتها الطموحة في الذكاء الاصطناعي. حيث تضخ الشركة مليارات الدولارات سنويًا في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، وتسعى لجعل واتساب أحد الركائز الأساسية لهذه الرؤية، سواء عبر البوتات الذكية للمحادثة أو أدوات الدعم الآلي للشركات.

بين الاعتراض والترحيب

ورغم أن هذه التغييرات قد تثير بعض الانتقادات من جانب المستخدمين الذين اعتادوا استخدام واتساب كمنصة خالية من الإعلانات، إلا أن ميتا تراهن على أن الإعلانات ستبقى "غير مزعجة"، ومحصورة في قسم فرعي لا يؤثر على تجربة التواصل الأساسية.

ويُتوقع أن يبدأ طرح الميزات الجديدة تدريجيًا خلال الشهور المقبلة، مع تقييم التجربة وتحسينها بناءً على ردود فعل المستخدمين والشركاء التجاريين.