أزمة نفطية عالمية.. إغلاق مضيق هرمز يهدد بوصول سعر البرميل إلى 150 دولارًا

حذّرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية من تداعيات خطيرة على الأسواق العالمية في حال تصاعد التوترات الجيوسياسية بمنطقة الخليج، وبالأخص في حال إغلاق مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية حيوية لصادرات النفط في العالم.

وأكد التقرير أن المضيق الذي يمر عبره ما يقرب من 20 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، يمثل شريانًا أساسيًا لتدفقات الطاقة العالمية، وأي تعطيل لحركته سيؤدي إلى ارتفاع صاروخي في أسعار النفط قد يصل إلى 150 دولارًا للبرميل، ما يُنذر بصدمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة.

وتوقعت الصحيفة أن يشهد سوق الوقود الأمريكي قفزة في أسعار البنزين، ليتجاوز حاجز 5 دولارات للغالون الواحد، الأمر الذي قد يضغط بشدة على المستهلكين ويُربك خطط التعافي الاقتصادي بعد أزمات متعددة شهدها العالم خلال السنوات الماضية.

وعلى صعيد أسواق المال، رجّح التقرير أن يؤدي اضطراب أسعار الطاقة إلى تراجع في مؤشرات الأسهم العالمية بنسبة تتراوح بين 5% إلى 8%، في ظل تزايد قلق المستثمرين من تدهور الاستقرار الاقتصادي وتآكل هوامش الربحية للشركات الكبرى، وخاصة تلك المعتمدة على الوقود في الإنتاج أو النقل.

ولم تكن الاقتصادات الأوروبية والآسيوية بمنأى عن الخطر، حيث أشار التقرير إلى أن الدول الصناعية الكبرى في القارتين ستتأثر سلبًا بارتفاع تكاليف الطاقة، مما ينعكس على معدلات النمو الاقتصادي والإنتاج الصناعي والتضخم.

وحذرت فايننشال تايمز من أن الأزمة قد تُعيد للأذهان مشاهد أزمات الطاقة في السبعينيات، حيث شهد العالم ركودًا اقتصاديًا عميقًا بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط، ما يستدعي من صناع القرار والحكومات إعداد خطط طوارئ عاجلة لضمان الأمن الطاقي وتخفيف وطأة الأزمة المتوقعة.

ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، الأمر الذي يُزيد من احتمالات التصعيد، ويجعل الأسواق أكثر هشاشة أمام أي تطورات ميدانية مفاجئة.