قالت الإعلامية لميس الحديدي إن الليلة الماضية كانت استثنائية في تاريخ الصراع بالمنطقة، حيث عاشت إسرائيل ما يشبه "ليلة من الرعب" تحت القصف الإيراني المكثف، في تطور نوعي ومفاجئ على مستوى الردود العسكرية بين الطرفين.
وخلال تقديمها برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أوضحت الحديدي أن المشهد العام في اليوم الثاني من التصعيد بين إيران وإسرائيل يحمل عنوانًا واضحًا: "صراع القوة"، مشيرة إلى أن الضربات المتبادلة لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل امتدت أيضًا إلى التصريحات والتهديدات التي تصدر عن قادة البلدين.
قصف غير مسبوق وخسائر تحاول إسرائيل إخفاءها
قالت الحديدي إن الرد الإيراني الأخير فاق التوقعات، إذ لم يكن مجرد رد رمزي، بل كان ردًا منظمًا، مكثفًا، ومجهزًا مسبقًا، ما تسبب في خسائر تعد من الأكبر التي تتعرض لها إسرائيل منذ فترة طويلة.
وأشارت إلى أن القصف الإيراني طال تل أبيب بمئات الصواريخ الباليستية، ورغم جهود القبة الحديدية في التصدي لها، إلا أن الخسائر الميدانية ومشاهد الدمار كشفت حجم ما جرى، ولم تنجح إسرائيل في إخفائها تمامًا.
وتابعت: "رغم تكتم الحكومة الإسرائيلية على التفاصيل الحقيقية للخسائر، وطلبها من المواطنين عدم تصوير المشاهد حفاظًا على المعنويات، فإن بعض الصور تسرّبت، خصوصًا ما سمحت به السلطات للصحفيين بهدف اتهام إيران باستهداف المدنيين".
أصفهان، البترول، والغاز.. تطور في بنك الأهداف
أشارت الحديدي إلى أن إسرائيل بدورها استهدفت مواقع استراتيجية داخل إيران، من بينها منشآت نووية في أصفهان، ومنشآت نفطية ضمن حقل "بارس الجنوبي" للغاز، وهو تطور خطير، كونه الاستهداف الأول لقطاع الطاقة الإيراني، ما ساهم في ارتفاع أسعار النفط عالميًا بنسبة 7%.
الحرب النفسية.. والصدمة داخل إسرائيل
أوضحت الحديدي أن ما جرى ليلة أمس كان أقرب ما يكون لصدمة جماعية داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي لم يعتد هذا المستوى من التهديد.
وأضافت: "الإسرائيليون الذين اعتادوا على ممارسة الحصار والتدمير والقتل بحق الفلسطينيين، وجدوا أنفسهم تحت القصف، يهرعون للملاجئ كل ساعة، في مشهد غريب عن تل أبيب، لكنه مألوف جدًا لغزة والضفة".
وكشفت عن سقوط 3 قتلى إسرائيليين وإصابة نحو 90 آخرين، إلى جانب تدمير مبانٍ بالكامل وإجلاء مئات المواطنين الذين أصبحوا بلا مأوى، مشيرة إلى أن تلك المشاهد مألوفة للفلسطينيين "لكنها جديدة ومؤلمة للإسرائيليين".
وذكرت أن السفير الأمريكي في إسرائيل قال إنه قضى ليلة عصيبة داخل ملجأ، اضطر للنزول إليه خمس مرات، ما يؤكد أن حجم الخطر لم يكن بسيطًا، وأن الرد الإيراني كان مدروسًا وفعّالًا.
معركة الأعصاب.. إلى أين؟
تساءلت الحديدي في ختام حديثها عن قدرة إسرائيل على الصمود إذا ما طالت الحرب، قائلة: "إيران دولة مترامية الأطراف جغرافيًا، أما إسرائيل فهي دولة صغيرة المساحة، والمواطن الإسرائيلي لن يحتمل أن يعيش في ظل الرعب لأيام وأسابيع".
وأضافت أن الدعم الأمريكي، رغم قوته، قد لا يكون كافيًا لاحتواء الخوف الداخلي، مشيرة إلى أن الرهان الحقيقي سيكون على قدرة إسرائيل على امتصاص الضربات والرد عليها دون أن تنهار الجبهة الداخلية.