يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوقيع على "أجزاء حاسمة" من اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي سيخفض الرسوم الجمركية على صادرات السيارات البريطانية إلى أميركا، مقابل تحسين وصول منتجي لحوم البقر والإيثانول إلى لندن، بحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة وبريطانيا
وتتعلق الأجزاء المقرر توقيعها بما يُعرف إعلامياً باتفاق "السيارات مقابل الزراعة"، والذي يأتي ضمن صفقة شاملة من 5 صفحات كان قد وقعها ترمب ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر قبل نحو شهر خلال مؤتمر صحافي متلفز عُقد بالمكتب البيضاوي في 8 مايو الماضي.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، في منشور عبر منصة "إكس"، الخميس، إن "الاتفاق سيُفعّل في الأيام المقبلة".
وأضاف: "لقد سررنا بلقاء حليفنا العظيم، رئيس وزراء المملكة المتحدة، في داونينج ستريت أمس (الأربعاء)، اتفقنا على تنفيذ اتفاقيتنا التجارية التاريخية في أسرع وقت ممكن، بدءاً من الحصص المتفق عليها للسيارات البريطانية، ولحوم البقر والإيثانول الأميركية، على أن يُفعّل الاتفاق بالتزامن في الأيام المقبلة".
ضغوط داخلية في بريطانيا
وقد واجهت حكومة ستارمر ضغوطاً سياسية داخلية بشأن سرعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى شكاوى من قطاع الإيثانول الحيوي في المملكة المتحدة بأن تقديم حصة كبيرة بدون رسوم جمركية لمنتجي الإيثانول الأميركيين يهدد بإخراجهم من السوق.
ويأمل المسؤولون البريطانيون الآن في إمكانية توقيع الاتفاق بحلول نهاية الأسبوع، إذ قال أحدهم، متجاهلاً الشكاوى المتعلقة بوتيرة التنفيذ: "الإعلان جاهز على مكتب الرئيس". وأضافوا: "مقارنةً بالمفاوضات والاتفاقيات الأخرى، يُنجز هذا بسرعة البرق".
وبموجب شروط الاتفاق البريطاني الأميركي، وافق ترمب على خفض الرسوم الجمركية من 27.5% على السيارات إلى 10% لأول 100 ألف سيارة يتم شحنها من بريطانيا، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من شركات صناعة السيارات مثل "جاجوار" و"لاند روفر" و"بنتلي".
في المقابل، عرضت لندن على واشنطن حصةً معفاةً من الرسوم الجمركية تبلغ 13 ألف طن من لحم البقر و1.4 مليار لتر من الإيثانول. وأكد مسؤولون بريطانيون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتشغيل هذه الحصص بالتزامن مع تخفيضات الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية.
شكوى من صُناع الإيثانول
والشهر الماضي، أعلنت شركات تصنيع الإيثانول في بريطانيا من أن حصة 1.4 مليار لتر من الإيثانول الأميركي الأرخص، والتي تعادل إجمالي الطلب السنوي الكامل في المملكة المتحدة، ستجبرها على إغلاق مصانعها.
وينتج مصنعا "إنسوس" و"فيفرجو" الإيثانول الحيوي المستخدم في وقود E10 القياسي في بريطانيا، وكانا يُتكبّدان خسائر بالفعل قبل إبرام الصفقة مع الولايات المتحدة. وصرحت وزارة الأعمال والتجارة البريطانية قبل ثلاثة أسابيع بأنها "تعمل عن كثب مع الشركتين، للنظر في الخيارات المتاحة لدعمها"، لكن لم تظهر أي حلول حتى الآن.