كشفت ثلاثة مصادر أمريكية ومصدران عراقيان، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تتهيأ لإخلاء سفارتها في العاصمة العراقية بغداد، في ظل تصاعد المخاطر الأمنية في المنطقة، وسط توترات متزايدة على خلفية الملف النووي الإيراني.
ووفقًا للمصادر، فإن الاستعدادات تشمل إمكانية إجلاء الموظفين عبر وسائل تجارية، مع استعداد الجيش الأمريكي للتدخل إذا دعت الحاجة، وفقًا لوكالة رويترز.
إخلاء السفارة الأمريكية في العراق
في الوقت الذي لم توضح فيه المصادر طبيعة هذه المخاطر الأمنية، امتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن الرد الفوري على طلبات التعليق بشأن القرار أو تفاصيله، لكن مسؤولًا أمريكيًا أشار إلى أن التوجيهات تضمنت كذلك السماح لأفراد عائلات العسكريين الأمريكيين المقيمين في البحرين بالمغادرة المؤقتة، في ظل تنامي القلق من تصعيد إقليمي محتمل.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، إذ هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة بتوجيه ضربات لإيران في حال فشل المحادثات النووية الجارية، معرباً عن تراجع ثقته في قبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وهو أحد المطالب الأساسية للولايات المتحدة في هذه المفاوضات.
في المقابل، صعّد وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده من حدة الخطاب، مؤكداً أن طهران ستضرب القواعد الأمريكية إذا فشلت المحادثات النووية، محذراً من أن ذلك قد يقود إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
إخلاء موظفي السفارة الأمريكية في بغدد
في بغداد، أكد مسؤول في وزارة الخارجية العراقية لوسائل إعلام أن واشنطن بدأت بالفعل خطوات إجلاء جزئي لبعض موظفي سفارتها، مشيراً إلى أن القرار جاء استجابة لما وصفه بـ"مخاوف أمنية محتملة تتعلق بتطورات إقليمية قد تشهدها المنطقة".
وفي السياق ذاته، أوضح مسؤول أمريكي أن العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، لم تشهد أي تغييرات، مضيفاً أنه لم يصدر حتى الآن أي أمر بإخلاء موظفي السفارة الأمريكية أو عائلاتهم في الدوحة، حيث تستمر الأعمال هناك بشكل طبيعي.
وتعكس هذه الإجراءات تصاعد حالة التأهب الأمريكية في المنطقة، وسط قلق متزايد من احتمال انهيار المحادثات النووية مع إيران، وانزلاق المنطقة نحو موجة جديدة من عدم الاستقرار الأمني والعسكري.