ذكرى 30 يونيو | كيف نجحت الدولة في القضاء على طوابير الغاز والوقود؟


الاربعاء 11 يونية 2025 | 05:37 مساءً
القضاء على طوابير الغاز والوقود
القضاء على طوابير الغاز والوقود
مصطفى محمد

369 يوما قضاها الشعب المصري يلهث وراء الحصول على الخدمات الأساسية، حيث عاشى المصريون سنة كبيسة ومليئة بالأحداث المؤسفة والأزمات، وكانت أزمة الوقود من أكبر الأزمات التى شهدتها مصر أثناء حكم الإخوان؛ فخلال هذه الفترة من عام حكم مرسى شهدت مصر أزمة وقود خانقة وغير مسبوقة، تسببت فى تكدس السيارات أمام محطات البنزين، واختفاء أسطوانات البوتاجاز.

طوابير اسطوانات الغاز

حيث اختفت اسطوانات الغاز من الأسواق في عهد جماعة الإخوان، وأصبح الحصول عليها حلم صعب المنال، وشهدت المستودعات الخاصة باسطوانات الغاز طوابير من المواطنين للحصول على اسطوانة غاز، ودارت العديد من المشاجرات بين المواطنين، ورفعت الحكومة حينها أسعار الاسطوانة من 3.5 دنيها إلى 8 جنيهات رغم عدم توافرها، وهو ما أثار حفيظة المواطنين في البلاد.

طوابير الوقود

أزمة أخرى شهدتها البلاد خلال فترة حكم جماعة الإخوان، وهي توقف المركبات على مختلف أنواعها في طوابير أمام محطات للحصول على الوقود، واختفى الوقود حينها من المحطات وهو ما جعل البعض يغلق هذه المحطات.

وتسببت طوابير المركبات أمام محطات الوقود في توقف حركة المرور بالشوارع الرئيسية حينها، إضافة إلى نشوب المشاجرات بين قائدي المركبات بسبب أولوية الحصول على البنزين.

وعلى الرغم من التصريحات العنترية من قبل مسؤولي وقيادات الإرهابية حينها إلا أن الأزمة كانت تتضاعف يوما بعد يوم، وهو ما أدى إلى نشاط السوق السوداء للوقود وارتفاع سعره.

ثورة 30 يونيو 2013

ومع قيام ثورة 30 يونيو 2013 أصبحت جميع الطوابير التي كان يعيشها المصريون مجرد ذكرى، بعد إدخال اكتشاف عدد كبير من حقول الغاز والبترول على مدار الستوات الماضية وإدعال منظومة الخبز للعمل وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل وهو ما قضى على طوابير اسطوانات الغاز، إضافة إلى توفير البنزين في محطات الوقود لتختفى نهائيا طوابير محطات الوقود في مصر.

من العجز إلى التصدير

وقد بلغ قدرات مصافي تكرير البترول ومجمعات البترول في عام 2013-2014 لإنتاج البنزين والسولار حوالي 13.5 مليون طن سنويًا بينما كان الاستهلاك يقدر بـ21 مليون طن.

وكان هناك تحديات كثيرة؛ إذ أن معظم المصافي متقادمة ومعظم منتجاتها من المنتجات البترولية ذات القيمة المنخفضة كالمازوت، وانخفاض الاستثمارات الموجهة أي القطاع بسبب استنزاف الموارد المصرية في دعم المحروقات، والإنتاج لم يكن يلبي احتياجات الناتج المحلي وبالتالي كنا نستورد أكثر من 12 مليون طن سنويًا.

لكن مصر بعد ثورة 30 يونيو، أولت الدولة المصرية اهتماما بالغاً بقطاع الطاقة، ووضعت خطة طموحة، مكنها من تحقيق الإكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعي بنهاية شهر سبتمبر 2018 واستئناف التصدير، حيث ارتفع إنتاج مصر من الغاز إلى معدلات غير مسبوقة.

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في 2025

ارتفع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 8.7% خلال مارس الماضي ليسجل 3.64 مليار متر مكعب مقابل 3.35 مليار متر مكعب في فبراير السابق له.

وارتفعت واردات مصر من الغاز خلال مارس نحو 22% لتصل إلى 1.57 مليار متر مكعب مقابل 1.29 مليار متر في فبراير.

تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي

أعلنت مصر سلسة من الاكتشافات الأخيرة بما يعزز زيادة كبيرة في الإنتاج المحلي، وهو ما ساهم في توفير نحو 1.5 مليار دولار كل 6 أشهر من فاتورة استيراد الطاقة، بحسب تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية في وقت سابق.

أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، أهمية تضافر الجهود والتعاون الكامل والمستمر بين قطاع البترول وشركاء الاستثمار بهدف زيادة معدلات الإنتاج المحلي من البترول والغاز، موضحا أن ذلك يتحقق من خلال الإسراع بتعظيم إنتاجية الحقول القائمة وتسريع وتيرة تنمية الاكتشافات الجديدة، إلى جانب الإدارة الجيدة للخزانات البترولية وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف في مناطق الامتياز المختلفة.

جاء ذلك خلال الجمعية العامة لشركة بدرالدين للبترول لاعتماد موازنتها الاستثمارية للعام المالي (2025 – 2026) والموازنة المعدلة للعام المالي الحالي (2024 – 2025) بحضور قيادات قطاع البترول وشركتي “كايرون” و”كابريكورن إنرجي” من شركاء الاستثمار لهيئة البترول في شركة “بدر الدين” التي تعد إحدى أهم شركات الإنتاج في قطاع البترول من خلال مناطق عملها بالصحراء الغربية.

وشدد الوزير على أن الحكومة تضع على رأس أولوياتها دعم مناخ الاستثمار في قطاع البترول، وتعمل كفريق عمل واحد على تهيئة بيئة محفزة وتذليل التحديات أمام الاستثمار من أجل رفع معدلات الإنتاج المحلي وتأمين احتياجات قطاعات الاستهلاك من الطاقة .

ووجهه الوزير الشكر لفريق عمل شركة بدرالدين للبترول وشركاء الاستثمار في الشركة، على الجهود المبذولة للتغلب على تحديات التناقص الطبيعي في الإنتاج وزيادة أنشطة الحفر، مؤكدا أهمية المحفزات الاستثمارية التي يقدمها القطاع لدعم تكثيف الأنشطة .

وأشاد الوزير بما قدمه العاملون من تجارب متميزة أسهمت في تجاوز التحديات ورفع معدلات الإنتاج، مؤكداً أهمية تعظيم الاستفادة من تجارب تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة عمليات الحقول البترولية ، والتي أظهرت فيها شركة بدرالدين وكوادرها كفاءة عالية تستحق تسليط الضوء عليها ومشاركتها بشكل واسع والاستفادة مما قدمته .

القضاء على طوابير الغاز والوقود
القضاء على طوابير الغاز والوقود