نيودلهي وواشنطن تقتربان من اتفاق تجاري تاريخي وتقدم ملموس في المحادثات


الثلاثاء 10 يونية 2025 | 08:00 مساءً
ترامب ورئيس الوزراء الهندي
ترامب ورئيس الوزراء الهندي
محمد شوشة

أفادت مصادر حكومية هندية مطلعة، بأن المفاوضين الهنود والأمريكيين حققوا تقدمًا ملحوظًا خلال الجولة الأخيرة من المحادثات التي استمرت أربعة أيام في نيودلهي، في إطار السعي لإبرام اتفاق تجاري ثنائي، وفقًا لوكالة رويترز.

وركزت المناقشات على ثلاثة محاور رئيسية هي تحسين وصول السلع الصناعية وبعض المنتجات الزراعية إلى الأسواق، وتخفيض التعريفات الجمركية، وإزالة الحواجز غير الجمركية.

اتفاق تجاري أمريكي هندي

صرح مصدر حكومي هندي رفيع المستوى، بأن المفاوضات مع الجانب الأمريكي كانت مثمرة للغاية، وساهمت في تقريب وجهات النظر نحو صياغة اتفاق متوازن يحقق مصالح الطرفين، بما في ذلك تحقيق بعض النتائج الإيجابية الفورية.

وترأس الوفد الأمريكي كبار المسؤولين من مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، بينما قاد الجانب الهندي كبير المفاوضين راجيش أجراوال من وزارة التجارة والصناعة، وناقش الطرفان خلال الجلسات المغلقة سبل تعزيز التجارة الرقمية الثنائية من خلال تبسيط الإجراءات الجمركية وتسهيل عمليات التبادل التجاري.

اتفاقية تجارية شاملة بحلول خريف 2025

أكدت المصادر أن المحادثات ستستمر بشكل مكثف خلال الأسابيع المقبلة بهدف التوصل إلى المرحلة الأولى من الاتفاقية في أقرب وقت ممكن.

وجاءت هذه الجولة تنفيذاً للاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في فبراير الماضي، والذي يهدف إلى إبرام اتفاقية تجارية شاملة بحلول خريف 2025، ومضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من 500 مليار دولار بحلول عام 2030.

الرسوم الجمركية

تتجه الأنظار الآن نحو نهاية الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن يوقع الطرفان على اتفاق مؤقت، وذلك قبل انتهاء فترة الهدنة التي أعلنها ترامب لمدة 90 يوماً فيما يخص الرسوم الجمركية المتبادلة، وتأتي هذه الخطوة في ظل التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 26% على الواردات الهندية.

من جهته، أكد وزير التجارة الهندي بيوش جويال - الذي يتواجد حالياً في سويسرا لإجراء محادثات مع الشركاء الأوروبيين - أن بلاده تتعامل بجدية مع هذه المفاوضات، وتفضل البدء بحل القضايا الأقل تعقيداً أولاً

وأضاف مسؤولون أن الجولات المقبلة ستركز على القضايا الأكثر حساسية، مع التطلع لإبرام الدفعة الأولى من الاتفاقية بحلول سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول المقبلين.

نقاط الخلاف الرئيسية

كشفت المصادر عن وجود عدة نقاط خلافية بين الجانبين، أهمها مقاومة الهند للضغوط الأمريكية لفتح أسواقها أمام واردات القمح ومنتجات الألبان والذرة ،وعرض الهند تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية عالية القيمة مثل المكسرات (اللوز، الفستق، الجوز)، ومطالبة الهند بإلغاء التعريفة الأمريكية الأساسية البالغة 10%، والتي واجهت معارضة من الجانب الأمريكي، وسعي الهند للحصول على إعفاء لصادراتها من الصلب من الرسوم الجمركية المرتفعة (50%).

وحذر خبراء اقتصاديون من أن فرض رسوم جمركية بنسبة 26% على الصادرات الهندية قد تكون له آثار مدمرة على قطاعات حيوية مثل الأرز، والروبيان، والمنسوجات، والأحذية، والتي تمثل مجتمعة حوالي 20% من إجمالي صادرات الهند السلعية. كما قد يؤثر هذا القرار سلباً على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الهند.

التزامات متبادلة

في إطار المساعي لحل الأزمة، تعهدت الهند بزيادة مشترياتها من المنتجات الأمريكية، خاصة في قطاعات الطاقة (الغاز الطبيعي المسال، والنفط الخام، والفحم) والمعدات الدفاعية.

ووفقاً لبيانات الحكومة الأمريكية، شهدت التجارة الثنائية بين البلدين نمواً ملحوظاً في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، حيث ارتفعت صادرات الهند إلى الولايات المتحدة بنسبة 28% لتصل إلى 37.7 مليار دولار، بينما بلغت الواردات الهندية من أمريكا 14.4 مليار دولار، مما وسع الفائض التجاري الهندي مع الولايات المتحدة.