الأسهم الصينية تتراجع بشكل مفاجئ قبل محادثات التجارة مع أمريكا

تراجعت الأسهم الصينية بشكل مفاجئ قبل اليوم الثاني من المحادثات التجارية مع واشنطن، في إشارة إلى حالة الترقب والقلق التي تسود أوساط المستثمرين بينما يسعى أكبر اقتصادين في العالم إلى معالجة عدد من القضايا الخلافية، وفقا لوكالة بلومبرغ.

وهبط مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ بنسبة وصلت إلى 0.9% مع استئناف التداول بعد استراحة منتصف يوم الثلاثاء، بعدما كان قد صعد بنسبة بلغت 0.5% في وقت سابق من الجلسة. كما تحول مؤشر "سي إس آي 300"، الذي يُعد مقياساً رئيسياً للأسهم المحلية الصينية، إلى خسائر. وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية عن أعلى مستوياتها اليومية.

لم تتضح فوراً الأسباب المباشرة وراء هذا الانخفاض المفاجئ. غير أن بعض المستثمرين أشاروا إلى تعليق سابق نُشر على حساب تابع لهيئة البث الرسمية "سي سي تي في" على وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه أن "على الولايات المتحدة أن تنظر بواقعية إلى التقدم المحرز، وأن تلغي الإجراءات السلبية ضد الصين".

وأضاف التعليق أن بكين جادة بشأن المحادثات التجارية مع واشنطن، لكنها متمسكة بمبادئها في الوقت نفسه".

قفزة أسهم شركات المعادن النادرة

في المقابل، قفزت أسهم شركات المعادن النادرة، إذ صعد سهم شركة "تشاينا رير إيرث هولدينغز" (.China Rare Earth Holdings Ltd) بنسبة 26%، في ظل كون هذا القطاع من أبرز النقاط الخلافية بين الجانبين.

قال فو شيفينغ، مدير الاستثمار في شركة "شينغ زو إنفستمنت" (Cheng Zhou Investment): "السوق شديدة الحساسية، ويبدو أن هناك تكهنات بأن المحادثات لم تسر بشكل جيد"، مضيفاً أن "الارتفاع في أسعار الذهب وأسهم شركات المعادن النادرة يعكس على الأرجح هذا الشعور".

كانت الآمال بأن تساعد المحادثات التجارية في تخفيف التوتر بين الصين والولايات المتحدة وتمهيد الطريق نحو اتفاق محتمل، قد عززت من انتعاش قوي شهدته الأسهم الصينية خلال الأسابيع الأخيرة. وكان مؤشر "هانغ سينغ تشاينا إنتربرايسز" (Hang Seng China Enterprises) قد دخل في مرحلة السوق الصاعدة يوم الإثنين، بعد أن سجل مكاسب بأكثر من 20% مقارنةً بمستواه المتدني في أبريل.

وتحسنت معنويات المستثمرين العالميين تجاه السوق الصينية، وسط مؤشرات على زيادة الإقبال على شراء الأسهم الصينية، وثقة أكبر في قطاعات "الاستهلاك الجديد" والتكنولوجيا، وفقاً لما كتبه محللو بنك مورغان ستانلي، بمن فيهم لورا وانغ، في مذكرة بحثية حديثة.

محادثات التجارة الأمريكية الصينية

من المقرر أن يلتقي ممثلو الجانبين مجدداً يوم الثلاثاء في تمام الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت لندن. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد صرّح للصحفيين يوم الإثنين بأن الولايات المتحدة "تحقق نتائج جيدة مع الصين"، وأنه "لا يتلقى سوى تقارير إيجابية".

يعد هذا اللقاء الجولة الأولى من المفاوضات منذ اجتماع الوفدين قبل نحو شهر، ويهدف إلى إعادة بناء الثقة في التزام الجانبين بالتعهدات التي تم التوصل إليها في جنيف. وخلال تلك المحادثات، وافقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية المرهقة لمدة 90 يوماً، لإتاحة الفرصة أمام معالجة اختلال الميزان التجاري، الذي تعزو إدارة ترمب أسبابه إلى قواعد غير عادلة.

قال شين مينغ، مدير بنك الاستثمار "شانسون آند كو" (.Chanson & Co) في بكين: "ما زلنا في مرحلة الترقب"، مضيفاً أن المتداولين قد يكونون قلقين من غياب "أي تقدم ملموس في المحادثات التجارية في المستقبل القريب".