البيت الأبيض يصف احتجاجات لوس أنجلوس ضد مداهمات الهجرة بـ«التمرد».. وترامب يتعهد بحملات ترحيل غير مسبوقة


السبت 07 يونية 2025 | 11:09 مساءً
هجوم على مظاهرة في أمريكا
هجوم على مظاهرة في أمريكا
وكالات

في تصعيد لافت، وصف ستيفن ميلر، كبير مساعدي البيت الأبيض والمستشار المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة لوس أنجلوس رفضًا لحملات مداهمة واعتقال المهاجرين بأنها «تمرد ضد قوانين وسيادة الولايات المتحدة». 

وجاءت تصريحاته في منشور له عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أثار موجة من الجدل بين المدافعين عن حقوق الإنسان والمهتمين بالسياسات المتعلقة بالهجرة.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت مئات المتظاهرين في شوارع وسط لوس أنجلوس، ينددون بمداهمات نفذها عناصر من إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، أدت إلى اعتقال ما لا يقل عن 44 شخصًا بتهم تتعلق بانتهاك قوانين الهجرة. 

ورافقت هذه المداهمات تعزيزات أمنية مكثفة، حيث انتشرت شاحنات تحمل عناصر أمنية اتحادية مدججة بالأسلحة، وأخرى بزيّ شرطة مكافحة الشغب، وسط مشهد أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية.

وفي خضم تلك الأحداث، قال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، دان بونجينو، إن الأجهزة الأمنية تراجع الأدلة المصورة من الاحتجاجات بالتعاون مع مكتب المدعي العام الفيدرالي، مشددًا على ضرورة تقديم من وصفهم بـ«المخالفين» إلى العدالة. 

وأضاف: “حق التظاهر لا يمنح أحدًا رخصة للاعتداء على رجال إنفاذ القانون أو تعطيل العمليات القانونية للدولة”.

وتأتي هذه الحملة الصارمة ضمن تنفيذ سياسة ترامب الصارمة تجاه الهجرة غير الشرعية، إذ تعهد الرئيس الأمريكي بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين، وفرض رقابة مشددة على الحدود، مع تحديد هدف واضح يتمثل في تنفيذ نحو 3 آلاف عملية اعتقال يوميًا من قبل إدارة الهجرة.

إلا أن الحملة لم تخلُ من الجدل، إذ طالت بعض المقيمين بشكل قانوني، بما فيهم حاملو الإقامة الدائمة (الجرين كارد)، ما دفع عدداً من منظمات المجتمع المدني إلى التقدم بطعون قانونية، معتبرين أن الحملة تخالف مبادئ العدالة والتمييز بين الحالات القانونية وغير القانونية.

من جانبها، عبّرت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، عن غضبها الشديد من الحملة، قائلة في بيان رسمي: “ما شهدناه يمثل خرقًا واضحًا لقيم مدينتنا، ويزرع الخوف في قلب مجتمعاتنا. لا يمكن أن نسمح بتحول مدينة لوس أنجلوس إلى ساحة للرعب”.

وأشارت تقارير إلى أن شرطة لوس أنجلوس لم تكن جزءًا من عمليات الاعتقال أو تنفيذ أوامر الترحيل، واقتصر دورها على محاولة احتواء الاحتجاجات التي شملت كتابات مناهضة لدائرة الهجرة على جدران محكمة فيدرالية، إلى جانب تظاهرات أمام أحد السجون التي يُحتجز بها بعض المعتقلين.

وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم تحقيقات الأمن الداخلي، ياسمين بيتس أوكيف، في تصريحات لوكالة رويترز، أن الاعتقالات التي جرت استهدفت مخالفين لقوانين الهجرة، دون توضيح ما إذا كانت تشمل حالات خاصة أو أفرادًا ذوي وضع قانوني خاص.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس على الساحة الأمريكية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات، وارتفاع وتيرة الخطاب السياسي الحاد بين مؤيدي سياسات الهجرة المتشددة ومعارضيها.