انهيار التحالف بين إيلون ماسك وترامب يهدد مستقبل «تسلا» وأسهمها تتهاوى


السبت 07 يونية 2025 | 10:03 مساءً
ماسك وترامب وتسلا
ماسك وترامب وتسلا
وكالات

شهدت العلاقة بين إيلون ماسك، مؤسس شركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب توتراً حاداً أدى إلى تراجع حاد في أسهم شركة السيارات الكهربائية “تسلا”، مما يثير المخاوف بشأن مستقبل الشركة على المدى القريب. 

فقد تصاعدت الخلافات بين الطرفين إلى حد الحرب الكلامية العلنية، وسط تحذيرات متبادلة من إلغاء العقود الحكومية والدعم المالي، مما ألحق خسائر فادحة بأسهم “تسلا” التي فقدت أكثر من 14% من قيمتها في جلسة تداول واحدة، محققة خسارة سوقية تقدر بـ150 مليار دولار.

هذا التوتر يأتي في وقت حساس جداً لشركة “تسلا”، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي والتسهيلات الضريبية لتعزيز مبيعات سياراتها الكهربائية، خصوصاً أن التشريعات الجديدة التي يطرحها ترمب ورفاقه تهدد بإلغاء ائتمانات ضريبية مهمة تصل إلى 7,500 دولار لكل سيارة، ما قد يكبد الشركة خسائر تصل إلى 1.2 مليار دولار سنوياً حسب تقديرات بنك “جيه بي مورغان”.

شجار سياسي بين ماسك وترامب ينعكس سلباً على “تسلا” واستثماراتها

رغم العلاقة التي بدت ودية بين ماسك وإدارة ترامب في بداية ولايته، إلا أن الخلافات بدأت تتسع وتصبح أكثر حدة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث انتقد ماسك مشروع قانون الضرائب الذي طرحه ترامب واصفاً إياه بـ”العمل البغيض والمثير للاشمئزاز”. 

ونتيجة لذلك، انسحب ماسك الأسبوع الماضي من دوره في إدارة ترمب، وسط دعوات من مساهمي “تسلا” للابتعاد عن السياسة لتجنب المخاطر التي قد تؤثر على الشركة.

وقد وصف المحللون هذه الخلافات بأنها “شجار من مستوى المدارس المتوسطة” بين صديقين سابقين تحولا إلى خصمين.

وأشار دان آيفز من “ويدبوش” إلى أن هذا الصدام يزيد من المخاطر السياسية والسمعة المحيطة بتسلا، ما قد يؤدي إلى مزيد من تقلبات الأسهم ويقلل ثقة المستثمرين في الشركة.

مستقبل “تسلا” بين دعم الحكومة والتحديات السياسية.. هل ينجح ماسك في تجاوز الأزمة؟

يأتي هذا الصراع في وقت تسعى فيه “تسلا” إلى إطلاق خدمة الروبوتاكسي الجديدة في يونيو الجاري بمدينة أوستن بولاية تكساس، والتي تمثل خطوة استراتيجية نحو مستقبل السيارات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي. ويرى المحللون أن نجاح هذه الخدمة قد يعيد ثقة المستثمرين ويمنح الشركة دفعة قوية للنمو في المستقبل.

لكن التحديات السياسية ما زالت قائمة، خصوصاً مع احتمال فرض رسوم جمركية وضريبية جديدة قد تقلص أرباح الشركة، إلى جانب المنافسة الشديدة في سوق السيارات الكهربائية التي تتطلب استثمارات ضخمة وهوامش ربح ضيقة. يظل السؤال الأكبر هو مدى قدرة إيلون ماسك على استعادة التوازن مع الإدارة الأمريكية وتجاوز هذه المرحلة العصيبة من الخلافات السياسية.