شهدت أسواق المال الأمريكية اضطرابات حادة خلال الساعات الماضية، إثر تصاعد الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الأمر الذي انعكس مباشرة على أداء الشركات التي يملكها الطرفان في بورصة ناسداك.
فقد تراجع سهم شركة "ترامب للإعلام والتكنولوجيا"، المالكة لمنصة "تروث سوشيال"، بنسبة بلغت 8.04% يوم الخميس، ليغلق عند 20.12 دولار، ما أدى إلى خسارة نحو 202 مليون دولار من صافي ثروة ترامب، بحسب تقديرات "فوربس". وبهذا التراجع، انخفضت ثروته إلى 5.4 مليار دولار، رغم أنها لا تزال أعلى من ضعف ما كانت عليه مطلع عام 2024.
اتهامات ماسك تصعّد التوتر: "ملفات إبستين" تفتح النار
الشرارة التي أشعلت هذا الصراع المالي والسياسي كانت تغريدة أطلقها ماسك عبر منصته "إكس"، زعم فيها، دون تقديم أدلة، بأن اسم ترامب ورد ضمن ما يُعرف بـ"ملفات إبستين"، مشيرًا إلى دعوات لعزله من الساحة السياسية.
رد ترامب لم يتأخر، إذ لجأ إلى منصته "تروث سوشيال" مهددًا بإلغاء الدعم الحكومي والعقود الممنوحة لماسك وشركاته، في تصعيد لافت أثار زوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدى إلى اضطراب واسع في ثقة المستثمرين.
تعطل مفاجئ لمنصة "تروث سوشيال" وسط التصعيد
وفي خضم هذه الأزمة، أفاد مستخدمون عبر موقع DownDetector بتوقف منصة "تروث سوشيال" عن العمل بشكل مؤقت، حيث ظهرت الصفحة الخاصة بترامب برسالة تشير إلى "لا حقائق"، ما زاد من ضبابية الموقف ودفع ببعض المستثمرين إلى بيع أسهمهم، تحسبًا لمزيد من الانهيار.
تأثير الخلاف يصل إلى تيسلا
لم يكن ترامب وحده من تضرر ماليًا من هذا النزاع؛ فقد سجل سهم شركة تيسلا تراجعًا حادًا تجاوز 14% ليغلق عند 284.70 دولارًا، وهو أسوأ أداء يومي للسهم منذ إدراجه في البورصة عام 2010، بعد أن وصل خلال الجلسة إلى 275 دولارًا.
وبحسب المؤشرات، فقد خسر إيلون ماسك نحو 26.6 مليار دولار في يوم واحد نتيجة تراجع قيمة أسهم تيسلا، وسط تهديدات ترامب بوقف العقود الفيدرالية، بما في ذلك الدعم المقدم لشركة سبيس إكس، التي تعتمد عليها وكالة ناسا في عمليات نقل الرواد إلى محطة الفضاء الدولية.
هدنة مرتقبة: مؤشرات على تهدئة الصراع بين الطرفين
في تداولات ما بعد الإغلاق، تراجع سهم مجموعة ترامب إلى 19.30 دولارًا لفترة قصيرة، قبل أن تظهر مؤشرات على وجود وساطة سياسية لتهدئة الأجواء، ما دفع بالسهم للارتفاع مجددًا إلى 20.35 دولارًا في تداولات ما قبل الافتتاح يوم الجمعة، بزيادة 1.15%.
كذلك، سجل سهم تيسلا انتعاشًا بنسبة 4.55% ليصل إلى ما دون 298 دولارًا، مدفوعًا بتغريدة من المستثمر الأمريكي بيل أكمان، الذي دعا الطرفين إلى إنهاء النزاع "من أجل مصلحة البلاد". وعلى الرغم من رد ماسك المقتضب على التغريدة قائلاً "أنت مخطئ"، فإن تقارير إعلامية كشفت عن تحركات في البيت الأبيض لترتيب مكالمة هاتفية بين ترامب وماسك لاحتواء الموقف.