أعلنت منظمة اليونسكو رسميًا أن مدينة الإسكندرية مؤهلة للتعامل مع خطر التسونامي، بعد استيفائها 12 معيارًا دوليًا تُثبت جاهزيتها للتعامل مع الكوارث البحرية، وذلك ضمن مشروع "CoastWAVE" الممول من الاتحاد الأوروبي.
جاء هذا الاعتراف الدولي بعد أيام من عاصفة جوية عنيفة ضربت المدينة وأثارت مخاوف من احتمالية تعرضها لموجات تسونامي، وسط تصاعد التحذيرات بشأن مخاطر التغير المناخي وارتفاع منسوب البحر.
الإسكندرية الأولى في مصر وإفريقيا.. اعتراف رسمي من اليونسكو
صرّح الدكتور رشاد حامد، مستشار تحليل البيانات بمنظمة اليونيسيف، أن الاعتراف الصادر عن اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC) التابعة لليونسكو، يُعد بمثابة وسام دولي لجهود مصر في مواجهة المخاطر البيئية، مشيرًا إلى أن الإسكندرية باتت المدينة الأولى في مصر وإفريقيا التي تحصل على هذا التصنيف.
وأكد أن هذا الإنجاز جاء نتيجة تعاون وثيق بين محافظة الإسكندرية، والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، وهيئة حماية الشواطئ، وعدد من الجهات المحلية، التي عملت سويًا على تنفيذ جميع المعايير المطلوبة ضمن برنامج الاستعداد للتسونامي.
المعايير الـ12: خطة شاملة لحماية الأرواح والممتلكات
بحسب تقرير اليونسكو، نجحت الإسكندرية في تطبيق 12 مؤشرًا رئيسيًا تهدف إلى:
إنشاء وتطوير أنظمة إنذار مبكر فعّالة
رفع وعي السكان المحليين من خلال حملات التوعية والتمارين الميدانية
إعداد خطط استجابة طارئة
إشراك المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية في التخطيط والوقاية
كما أوضح التقرير أن هذه المؤشرات تعزز مفهوم الشمولية والتعاون متعدد الأطراف، وتُعتبر حجر الزاوية لأي مدينة تطمح للصمود في وجه الكوارث الطبيعية.
تاريخ من الخطر.. تسونامي عام 365 ميلادي
أشار التقرير إلى أن الإسكندرية ليست غريبة عن ظواهر التسونامي، حيث تعرضت عام 365 ميلاديًا لتسونامي مدمر ناتج عن زلزال قوي ضرب جزيرة كريت باليونان، مما أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة من المدينة.
وأوضح أن الإسكندرية تُعد اليوم واحدة من أكثر المناطق الساحلية هشاشة في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ يعيش ملايين السكان على ارتفاع أقل من 10 أمتار فوق مستوى سطح البحر، مما يُضاعف من أهمية خطط التأهب والوقاية.
"CoastWAVE".. مشروع أوروبي لتعزيز الصمود الساحلي
الاعتراف الأممي جاء في إطار مشروع "CoastWAVE" المدعوم من المديرية العامة للحماية المدنية الأوروبية (DG ECHO)، والذي يهدف إلى:
تعزيز قدرة المجتمعات الساحلية على الصمود
تحسين أنظمة الإنذار المبكر
دمج التعليم والتدريب في سياسات الحماية المدنية
خلق بيئة تشاركية بين المواطنين والمؤسسات
وأشاد الدكتور دينيس تشانج سينج، ممثل اليونسكو الفني، بجهود جميع الشركاء المصريين، مشيرًا إلى أن الإسكندرية "تُعد نموذجًا يُحتذى به في المنطقة".
الإسكندرية تنضم إلى نخبة المدن المستعدة عالميًا
انضمت الإسكندرية بهذا الإنجاز إلى مدينتي "كان" الفرنسية و"بيوك تشكمجة" التركية، اللتين نالتا الاعتراف ذاته خلال العام الجاري، لتؤكد بذلك مكانتها بين المدن الساحلية الرائدة عالميًا في التأهب لمخاطر البحر.