مخاوف الحرب التجارية تؤدي لتراجع الدولار أمام العملات بسبب الرسوم الجمركية


الاثنين 02 يونية 2025 | 07:31 مساءً
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي
وكالات

انخفض سعر الدولار الأمريكي يوم الإثنين 2 يونيو، حيث تراجع مقابل العملات الرئيسية بعد أن تسببت مخاوف متزايدة بشأن سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقليل جاذبية العملة الأمريكية في الأسواق العالمية.

هذه التراجعات تأتي في وقت حساس، حيث تزداد المخاوف من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تعيق النمو الاقتصادي وتفاقم التضخم.

التصريحات الأخيرة لترامب وأثرها على الدولار

تراجعت العملة الأمريكية بعد أن صرح ترامب يوم الجمعة الماضي بأنه يعتزم مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50% اعتبارًا من 4 يونيو، هذا الإعلان جاء بعد سلسلة من التوترات مع الصين، حيث اتهمت الولايات المتحدة الصين بانتهاك اتفاقية بشأن شحنات معادن نادرة، وهو ما ردت عليه وزارة التجارة الصينية بتأكيد أن هذه الاتهامات "لا أساس لها من الصحة"، وتعهدت باتخاذ إجراءات لحماية مصالحها الاقتصادية.

وأضاف سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، أن من المرجح أن يتواصل الرئيس ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأيام القادمة بهدف معالجة الخلافات التجارية بين البلدين، مشيرًا إلى أنه من المتوقع "تسوية هذا الأمر" قريبًا.

انخفاض الدولار وسط التوترات التجارية العالمية

تراجع الدولار بنحو 1% إلى 142.60 ين ياباني، ليخسر معظم المكاسب التي حققها الأسبوع الماضي مقابل العملة اليابانية. أما اليورو فقد شهد ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 1.1437 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أواخر أبريل.

في وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيتركز الانتباه على قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، ما قد يضيف مزيدًا من الضغوط على الدولار في حالة تم اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تعزيز اليورو.

تأثير البيانات الاقتصادية على الدولار

كما واصل الدولار تراجعه بعدما أظهرت البيانات الاقتصادية أن قطاع الصناعات التحويلية الأمريكي شهد انكماشًا للشهر الثالث على التوالي في مايو، وهذا التراجع جاء على خلفية تأخر الموردين في تسليم مدخلات الإنتاج بسبب الرسوم الجمركية، مما قد يشير إلى نقص وشيك في بعض السلع الأساسية.

من جانب آخر، أظهرت بيانات أخرى أن قطاع الصناعات التحويلية الأوروبي بدأ يستعيد استقراره في مايو، بينما تراجع النشاط الصناعي في بعض دول آسيا.

تقلبات الحرب التجارية وتأثيرها على الدولار

شهد الدولار تراجعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين، تقلبات الحرب التجارية وتصاعد التوترات الاقتصادية جعلت من وضع الدولار كملاذ آمن محل شك لدى العديد من المستثمرين، الذين يعتقدون أن تصاعد التوترات قد يقود إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.

ورغم بعض التحسن الذي شهدته العملة الأمريكية الأسبوع الماضي، إلا أن استمرار محادثات الاتحاد الأوروبي وقرارات المحكمة التجارية الأمريكية أثبتت أن الحرب التجارية قد لا تنتهي سريعًا.

المخاوف المالية في أمريكا تؤثر على الأسواق العالمية

لم تقتصر المخاوف على الحرب التجارية فقط، بل شملت أيضًا الأوضاع المالية في الولايات المتحدة. فقد شهدت الأسواق الأمريكية موجة من "بيع الأسهم والأصول" التي أدت إلى انخفاض الأصول الدولارية من الأسهم إلى سندات الخزانة. وتزداد المخاوف وسط النقاشات في مجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع قانون ترامب الخاص بتخفيض الضرائب والإنفاق، والذي قد يضيف ما يقدر بنحو 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الفيدرالية على مدى العقد المقبل.

أسواق أخرى: تراجعات في العملات المشفرة والسياسية الأوروبية

في أسواق أخرى، لامس الزلوتي البولندي أدنى مستوى له في أسبوعين مقابل اليورو بعد فوز المرشح السياسي المتشكك في الاتحاد الأوروبي كارول نافروتسكي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مما أثار حالة من الضبابية في الأسواق الأوروبية.

أما بتكوين، فقد شهدت تراجعًا بنسبة 0.6% خلال اليوم لتصل إلى 104,428 دولار، مما يعكس الاضطرابات المستمرة في الأسواق المالية العالمية.

يشير التراجع الأخير في سعر الدولار إلى تفاقم القلق في الأسواق بشأن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى المخاوف الاقتصادية التي تؤثر على الاستقرار المالي في الداخل والخارج، مع استمرار تزايد الرسوم الجمركية والضغوط الاقتصادية، يبقى من الصعب تحديد الاتجاه القادم للدولار، حيث يتفاعل المستثمرون مع القرارات الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية.