تصعيد روسي في سومي يثير القلق الأوكراني.. والحديث عن هجوم واسع النطاق يعود بقوة


الاحد 01 يونية 2025 | 07:22 صباحاً
روسيا وأوكرانيا
روسيا وأوكرانيا
وكالات

في تصعيد ميداني جديد يُنذر بمرحلة أكثر تعقيدا من الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، سيطرة قواتها على قرية فودولاغي الواقعة قرب الحدود الروسية في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدا محتملا لهجوم شامل على المنطقة.

وجاء هذا التقدم وسط تحذيرات أوكرانية متزايدة من نوايا موسكو التوسعية، خصوصا بعد أن رصدت السلطات حشدا عسكريا روسيا كثيفا تجاوز 50 ألف جندي، وفقا لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

هواجس أمنية وعمليات إخلاء جماعي

في ضوء هذه التطورات، أمرت سلطات كييف بإخلاء إلزامي لـ11 قرية جديدة قرب حدود سومي، محذرة من استمرار القصف الروسي للبلدات الحدودية، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي لحماية أرواح المدنيين.

وسبق أن أُصدرت أوامر إخلاء في أكثر من 200 بلدة خلال الأسابيع الماضية، في مؤشر واضح على تصاعد مستوى التهديد.

وبحسب المتحدث باسم حرس الحدود الأوكراني أندريه ديمتشينكو، فإن روسيا استغلت انشغال الجيش الأوكراني في مناطق أخرى، مثل كورسك، لبناء حشود عسكرية ضخمة عند حدود سومي تمهيدا لما قد يكون هجوما واسعا.

الشرق والجنوب تحت النار

إلى جانب التطورات في سومي، تتواصل الاشتباكات العنيفة في دونيتسك شرقي البلاد، حيث أعلنت موسكو السيطرة على قرية نوفوبيل.

وأشار رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي إلى أن روسيا تكثف هجماتها على مناطق مثل بوكروفسك وتوريتسك، إضافة إلى تحركات نشطة في زابوريجيا جنوبي البلاد.

هذا الضغط الميداني يضع الجيش الأوكراني، الأقل تجهيزا من نظيره الروسي، أمام تحديات متزايدة وسط تأخر في الإمدادات الغربية وتراجع الحماسة الشعبية للحرب، بحسب تقارير محلية.

مباحثات متعثرة وجولة جديدة مرتقبة في إسطنبول

رغم تصاعد العمليات العسكرية، تسعى الأطراف الدولية إلى إحياء الجهود الدبلوماسية. فقد أعلنت موسكو استعدادها لاستئناف المباحثات المباشرة مع أوكرانيا غدا الاثنين في إسطنبول، بعد جولة أولى في 16 مايو لم تُفضِ إلى نتائج.

في المقابل، لم تعلن كييف موقفا رسميا من المشاركة، مشترطة الاطلاع على المذكرة الروسية التي تتضمن شروط موسكو لتحقيق سلام دائم، وهي وثيقة رفض الكرملين تسليمها مسبقا.

ووصف الرئيس الأوكراني الموقف الروسي بأنه "مراوغة سياسية"، متهما موسكو بالسعي لكسب الوقت ميدانيا على حساب المسار التفاوضي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أجرى اتصالا مع زيلينسكي الجمعة، حث فيه الطرفين على إرسال وفدين قويين ومؤهلين لجولة المباحثات المقبلة، وفق وكالة "الأناضول".

المدنيون يدفعون الثمن

على الأرض، لم تهدأ الضربات الروسية التي استهدفت، السبت، عدة مناطق أوكرانية، وأسفرت بحسب السلطات المحلية عن مقتل ما لا يقل عن 6 مدنيين وإصابة 25 آخرين، لتؤكد مجددا أن الوقت ينفد أمام أي حل سلمي ما لم يتم التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار، وهو ما تطالب به واشنطن ويؤيده حلفاؤها الأوروبيون، فيما ترفضه موسكو بشكل قاطع.