فضل صيام يوم عرفة.. وأعمال مستحبة في أعظم أيام العام الهجري


السبت 31 مايو 2025 | 04:32 صباحاً
صيام يوم عرفة
صيام يوم عرفة
حسين أنسي

يُعد يوم عرفة، الذي يوافق التاسع من شهر ذي الحجة 1446 هجريًا، واحدًا من أعظم الأيام في التقويم الإسلامي، إذ يجتمع فيه شرف الزمان والمكان بالنسبة للحجاج الواقفين على جبل عرفة، وكذلك لغير الحاجين الذين يُحثون على استغلاله بالصيام والطاعات.

فضل صيام يوم عرفة

وأكدت دار الإفتاء المصرية على الأهمية البالغة لصيام يوم عرفة بالنسبة لغير الحجاج، موضحة أنه يكفِّر ذنوب عام مضى وعام مقبل، استنادًا إلى ما ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده.”

ويُعد هذا اليوم بمثابة فرصة عظيمة لمن فاتته فرص التوبة والمغفرة، ليُدركها في يوم واحد، بفضل عظيم من الله تعالى.

فضائل يوم عرفة الأخرى

إضافة إلى تكفير الذنوب، يحظى يوم عرفة بمكانة خاصة بين المسلمين، حيث يُعتبر يوم عتق من النار ومباعدة عنها لسبعين عامًا، كما أنه يوم شفاعة للمؤمنين وسبب لدخول الجنة من باب الريان المخصص للصائمين. هذه الفضائل تبيّن مدى الرحمة الإلهية التي يشملها الله لعباده في هذا اليوم الفضيل.

حكم الصيام في يوم عرفة

اتفق الفقهاء بالإجماع على استحباب صيام هذا اليوم لغير الحجاج، نظرًا لما فيه من أجر عظيم ومغفرة، بينما يُكره للحاج صيام يوم عرفة حتى يتفرغ للوقوف على جبل عرفة والدعاء، وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حيث أفطر في هذا اليوم المبارك ليتقوى على العبادة.

أعمال مستحبة في يوم عرفة

ولا يقتصر فضل يوم عرفة على الصيام فحسب، بل يُستحب للمسلم فيه الإكثار من مختلف الأعمال الصالحة والعبادات، في مقدمتها:

• الدعاء والإكثار من ذكر الله.

• الصدقة ومساعدة المحتاجين.

• صلة الأرحام وزيارة الأقارب.

• قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته.

• التكبير والتهليل والتحميد، خاصةً مع اقتراب أيام عيد الأضحى المبارك.

وقد ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة، ويحث أصحابه على اغتنامها بالأعمال الصالحة، لما لها من فضل عظيم ومكانة رفيعة.

دعوة للمسلمين

إن يوم عرفة هو فرصة سنوية ينبغي على المسلمين أن يغتنموها، بإحياء قلوبهم بالتوبة والذكر، وبالإكثار من الصيام والعبادات. كما يمثل تذكيرًا بأهمية استغلال كل فرصة للتقرب من الله، خاصةً في ظل الظروف التي يمر بها العالم من متغيرات وتحديات، لتكون هذه الأيام المباركة زادًا روحيًا يعين الإنسان على الصبر والطاعة.

وفي الختام، يظل يوم عرفة يومًا مميزًا في حياة المسلمين، وموعدًا سنويًا مع الرحمة والمغفرة، يذكّرهم بأن الأمل في عفو الله ورحمته لا ينقطع أبدًا، مهما تعددت الأخطاء والذنوب.