«ترجمة» تُحدث ثورة في مجال الترجمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي


الجمعة 30 مايو 2025 | 09:23 مساءً
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
محمد فهمي

قالت نور الحسن، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "ترجمه"، في تصريحات حديثة، إن شركتها التي تأسست منذ 16 عاماً كانت في البداية شركة تقليدية تقدم خدمات الترجمة باستخدام العنصر البشري بالكامل، لكنها مع مرور الوقت طورت نفسها، خاصة في السنوات الثمان الأخيرة، من خلال إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة الآلية، مثل نموذج "Neural Machine Translation" (الترجمة باستخدام الشبكات العصبية).

وأضافت الحسن، خلال لقاء عبر زووم مع العربية Business، أن الشركة لم تقتصر على استخدام النماذج التقليدية للترجمة الآلية، بل قامت مؤخراً بتطوير نموذج لغوي خاص بها يتضمن 14 مليار باراميتر لتحسين الترجمة وإنشاء المحتوى باللغة العربية. هذا النموذج يعتبر تطوراً مهماً في مجال الترجمة الذكية، خصوصاً مع ظهور نماذج لغوية أكبر في السنوات الأخيرة.

وتحدثت الحسن عن التغييرات التي طرأت على قطاع الترجمة، موضحة أن القطاع شهد تحولاً كبيراً في طريقة العمل. ففي البداية كان الاعتماد بالكامل على المترجمين البشر، أما الآن فتساهم الآلات في 80-90% من عمليات الترجمة، بينما يتولى المترجمون مهمة تدقيق وتصحيح الترجمة بعد ذلك. وقالت الحسن إن هذا التغيير لم يؤدِ إلى الاستغناء عن المترجمين، بل كان له دور في رفع كفاءتهم، حيث يمكن للمترجم الآن إنجاز عدد أكبر من الكلمات بشكل أسرع، مما يساعدهم على الحفاظ على وظائفهم.

وبالنسبة لأهداف الشركة من جولة التمويل الحالية، قالت الحسن إن التكنولوجيا باتت ضرورة ملحة في ظل التوجهات الحديثة للسوق. وأوضحت أنه "إذا لم نقم بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في فهم اللغة العربية، لن نتمكن من تقديم خدمات تنافسية للعملاء الذين يبحثون عن جودة وسرعة بتكلفة أقل". وأكدت أن الشركة لا تعتمد على النماذج الخارجية بل تقوم بتطوير نماذج خاصة تفهم اللغة العربية بشكل دقيق، وهو ما يضمن كفاءة أعلى وجودة أكبر في الترجمة.

وفيما يتعلق بمصادر الطلب على خدمات الترجمة، أكدت الحسن أن الطلب يأتي بشكل رئيسي من عدة قطاعات مهمة، أبرزها الاستشارات، البنوك، القطاع الحكومي، القطاع الصحي، والمحاماة.

وأخيراً، كشفت الحسن عن النموذج اللغوي الصغير الذي طورته الشركة، موضحة أنه ليس نموذجاً أساسياً كبيراً، بل نموذج "فاين تيونينغ" (Fine-Tuned) تم تعديله ليتناسب مع احتياجات الشركة. هذا النموذج يمكنه أداء مهام متعددة مثل الترجمة وكتابة المحتوى وتحليل البيانات والإجابة على الأسئلة، ويتميز بقدرته العالية على التفاعل مع النصوص باللغة العربية، حيث يضاهي في كفاءته النماذج العالمية.

واختتمت الحسن حديثها بالتأكيد على أن هذا النموذج يسهم بشكل كبير في تعزيز قدرة الشركة على تقديم خدمات ترجمة متقدمة وفعالة لعملائها، مشيرة إلى أن الشركة تطمح للاستمرار في تطوير تقنياتها بما يتماشى مع التطورات العالمية في هذا المجال.