التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي تعهّد بتقديم دعم كبير لكييف في مواجهة روسيا.
وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس، إن المحادثات ستركز على "الدعم الألماني لأوكرانيا والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار" مع روسيا لإنهاء أكثر من ثلاث سنوات من الحرب.
واستُقبل زيلينسكي بتكريم عسكري في مقر المستشارية خلال الزيارة التي جرت في ظل إجراءات أمنية مشددة.
ويتوقع بأن يناقش زيلينسكي مع ميرتس جهود الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات على موسكو في غياب أي تقدّم حتى الآن باتّجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار وعقد محادثات سلام في نهاية المطاف.
وبعد مؤتمر صحفي مشترك مع ميرتس عند الساعة 11,30 ت غ ومحادثات مع رجال أعمال ألمان، من المقرر بأن يجتمع زيلينسكي مع الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في قصر بيلفيو.
تأتي زيارة برلين بعد أيام على تنفيذ روسيا هجمات صاروخية وبالمسيرات اعتبرت من بين الأعنف خلال النزاع، بينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل متزايد عن امتعاضه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعهّد المحافظ ميرتس الذي تولى منصبه في السادس من أيار/مايو مواصلة الدعم القوي لأوكرانيا بالتعاون مع باريس ولندن ووارسو.
كما ضغط من أجل زيادة الإنفاق الدفاعي الألماني بهدف تأسيس "أقوى جيش تقليدي" في أوروبا، وهي خطة وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بأنها "مقلقة جدا".
ولدى توليه السلطة من سلفه اليساري الوسطي أولاف شولتس، بدّل ميرتس نبرة برلين وانتقد بشدة بوتين الذي "يرى في العروض لإجراء محادثات مؤشر ضعف"، بحسب ما قال المستشار الألماني هذا الأسبوع.
كما دعم شولتس بقوّة كييف ولكنه امتنع عن إرسال صواريخ "توروس" بعيدة المدى إليها، خشية تسبب ذلك بتصعيد التوترات مع روسيا.
وأفاد ميرتس في الماضي بأنه يفضّل تسليم صواريخ "توروس" لكن حكومته الجديدة شدت على أنها لن تفصح بعد الآن عن تفاصيل الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا، مفضلة اتباع نهج الغموض الاستراتيجي.
- تزايد الضغوط من أجل العقوبات -
أدى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022 إلى سقوط عشرات آلاف القتلى ودمّر أجزاء من شرق وجنوب البلاد.
وتسارعت الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في الأسابيع الأخيرة إذ عقد مسؤولون روس وأوكرانيون محادثات مباشرة لأول مرة منذ سنوات في وقت سابق هذا الشهر.
لكن بوتين اتُّهم بتعطيل محادثات السلام ولم يبد الكرملين أي مؤشرات على إمكانية خفض سقف مطالبه المتشددة.
ووجّه ترامب الذي لطالما تعهّد بأنه سيتوسط من أجل نهاية سريعة للحرب انتقادا نادرة من نوعه لبوتين على وسائل التواصل الاجتماعي الأحد.
وقال "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّ شيئا ما أصابه. لقد أصابه الجنون".
والثلاثاء، قال ترامب إن بوتين "يلعب بالنار" في وقت ذكرت كل من "وول ستريت جورنال" و"سي إن إن" بأن الرئيس الأميركي يفكّر حاليا بعقوبات جديدة قد يفرضها في موعد أقربه الأسبوع الجاري.
ومن المقرر بأن يعقد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول محادثات في واشنطن الأربعاء قال إنها ستركز "على هدفنا المشترك: نريد أخيرا وضع حد للموت في أوكرانيا. نريد وقفا فوريا لإطلاق النار ونريد سلاما دائما".
وأضاف "علينا الإبقاء على الضغط لجلب بوتين أخيرا إلى طاولة المفاوضات ولتدخل روسيا أخيرا في مفاوضات جدية"، في إشارة إلى الجهود الأوروبية الرامية لتشديد العقوبات.