في إطار جهود الحكومة العراقية لتجاوز أزمة الطاقة المتفاقمة، أعلنت وزارة الكهرباء عن اعتماد آلية جديدة لاستيراد الغاز من تركمانستان، وذلك للتغلب على العقبات التي عطّلت سابقًا وصول الشحنات المتفق عليها بين البلدين. الخطوة تأتي كجزء من مساعي بغداد لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، الذي شهدت إمداداته تذبذبًا كبيرًا خلال الفترة الماضية.
وكانت الوزارة قد وقّعت في أكتوبر من العام الماضي اتفاقية مع تركمانستان لتوريد 20 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، ضمن خطة طارئة لسد العجز في محطات توليد الكهرباء، ريثما تكتمل مشاريع تطوير حقول الغاز المحلية.
أزمة متفاقمة وتراجع في الإنتاج
يعاني العراق منذ أكثر من عام من نقص حاد في وقود تشغيل محطات الكهرباء، خاصة بعد التراجع الحاد في كميات الغاز الواردة من إيران. وتنتج البلاد حاليًا ما يقارب 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، إلا أن الطاقة المنتجة تتراجع في أوقات الذروة إلى حدود 17 ألف ميغاواط، وهي كمية لا تكفي لتلبية الطلب المحلي، حيث تحتاج البلاد إلى إنتاج مستقر يبلغ 40 ألف ميغاواط لتوفير الكهرباء بشكل مستمر.
وأكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، أن العقد مع تركمانستان واجه تأخيرات ناجمة عن صعوبات مالية، أبرزها عدم قدرة مصرف التجارة العراقي على تحويل الأموال بسبب العقوبات المفروضة على إيران، التي تُعد ممرًا أساسياً لعبور الغاز التركمانستاني إلى العراق.
آلية تعويض جديدة لتجاوز العقوبات
وخلال لقاء جمع وزير الكهرباء العراقي بنظيره التركمانستاني، تم طرح عدة سيناريوهات بديلة لضمان تنفيذ الاتفاق، من أبرزها تفعيل آلية تعويضية تقوم على تسليم الغاز التركمانستاني إلى شمال إيران، على أن يتلقى العراق ما يعادل هذه الكمية من الغاز الإيراني، مما يجنّب العراق العقبات المالية المرتبطة بالدفع المباشر عبر قنوات محظورة دوليًا.
وأشار موسى إلى أن كميات الغاز وآلية التوريد متفق عليها بالفعل مع الجانب التركمانستاني، وأن تنفيذ الآلية الجديدة بات وشيكًا، خصوصًا بعد التنسيق مع كل من تركمانستان وإيران لضمان انسيابية العملية.
خطة أوسع للتنويع في مصادر الطاقة
من جهته، كان وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل قد كشف في وقت سابق أن العراق يسعى أيضًا إلى توقيع اتفاقية مع كازاخستان لاستيراد كميات مماثلة من الغاز تصل إلى 20 مليون متر مكعب يوميًا، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى توفير بدائل دائمة وموثوقة لمصادر الطاقة الخارجية.
ويُتوقع أن تعتمد بغداد خلال صيف 2025 بنسبة تصل إلى 50% على الغاز التركمانستاني، في محاولة لتجاوز ذروة الطلب على الكهرباء، والتي عادةً ما تشهد انقطاعات متكررة نتيجة الأحمال الزائدة.