في تحرك لافت يعيد تسليط الضوء على ملفات شائكة من فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، أعلن نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، دان بونجينو، أن المكتب يعيد فتح التحقيقات في قضيّتين أثارتا جدلاً واسعاً، إلى جانب تكثيف الجهود في قضية ثالثة ما زالت دون حل.
وجاء الإعلان في منشور رسمي لبونجينو على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، حيث كشف عن توجيهات جديدة بإعادة تقييم ملفات اعتُبرت حساسة وذات اهتمام عام كبير، قائلاً إن "المكتب قرر تخصيص موارد إضافية وتحقيق أعمق في هذه القضايا التي لم تُغلق بالشكل المطلوب".
الكوكايين في ممرات البيت الأبيض
واحدة من أبرز القضايا التي يعاد التحقيق فيها تتعلق باكتشاف مادة الكوكايين داخل البيت الأبيض في يوليو 2023، في منطقة حساسة تُعرف بـ"ردهة مدخل ويست إكزكيوتيف أفينيو" المؤدية إلى الجناح الغربي. وكانت الخدمة السرية الأمريكية قد أعلنت آنذاك إغلاق التحقيق بعد عجزها عن تحديد هوية الجهة المسؤولة، بسبب "غياب الأدلة المادية".
رغم ذلك، يعود مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الملف مجددًا، في ضوء ضغوط سياسية ومجتمعية متزايدة للمطالبة بالشفافية والمحاسبة، خاصة مع وجود تكهنات بشأن اختراقات أمنية محتملة داخل واحدة من أكثر المنشآت حماية في العالم.
تسريب مسودة قضية الإجهاض.. الملف لم يُغلق بعد
القضية الثانية تتعلق بتسريب المسودة الأولية لقرار المحكمة العليا الأمريكي في قضية "دوبس ضد منظمة جاكسون لصحة المرأة"، وهي القضية التي أدت إلى إلغاء حكم "رو ضد ويد" الشهير الصادر عام 1973، والذي كان يضمن الحق الفيدرالي في الإجهاض.
ورغم إجراء المحكمة العليا تحقيقًا داخليًا استمر لأشهر، أُعلن في يناير 2023 عن فشل الجهود في كشف المُسرب، ما دفع الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب إلى وصف الجهة المسربة بـ"الوحل"، مطالبًا باعتقال الصحفيين الذين نشروا الوثائق.
الآن، يعيد مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح هذا الملف في محاولة لتحديد المسؤولين عن تسريب قرار تاريخي هز الرأي العام وأثار جدلاً دستورياً واسع النطاق.
قنابل أنبوبية.. وتقصير أمني محتمل عشية اقتحام الكونغرس
التحقيق الثالث الذي شدد بونجينو على تطوراته الجارية، يخص زرع قنابل أنبوبية غير منفجرة بالقرب من مقري الحزبين الجمهوري والديمقراطي في العاصمة واشنطن، عشية أحداث اقتحام الكونغرس في السادس من يناير 2021.
ورغم إصدار لقطات للمشتبه به مطلع عام 2023، ومتابعة المكتب لأكثر من 600 بلاغ، وإجراء ما يزيد عن ألف مقابلة، فإن القضية لا تزال دون نتائج حاسمة. وأكد بونجينو أن "هناك تقدمًا فعليًا في القضية"، داعيًا المواطنين للمساهمة بأي معلومات من شأنها المساعدة في الوصول إلى الجناة.
هذه التطورات تشير إلى عودة ملفات مثيرة إلى واجهة المشهد السياسي والأمني في الولايات المتحدة، وسط حالة من الترقب بشأن ما قد تكشفه التحقيقات الجارية عن قضايا تلامس الأمن القومي والعدالة الفيدرالية.