مصادر روسية: شروط بوتين للسلام تشمل وقف توسع "الناتو" وحياد أوكرانيا ورفع العقوبات


الاربعاء 28 مايو 2025 | 10:27 مساءً
بوتين
بوتين
محمد شوشة

كشفت مصادر روسية مطلعة على سير المفاوضات، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشترط، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، الحصول على تعهدات مكتوبة من الدول الغربية بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا، إضافة إلى رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على موسكو، وفقًا لرويترز.

ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن رغبته المتكررة في إنهاء الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فإنه حذر بوتين مؤخرًا من "اللعب بالنار" مع استمرار رفضه التفاوض مع كييف في ظل التقدم الميداني لقواته.

شروط بوتين للسلام

قالت المصادر إن بوتين وافق، بعد محادثة هاتفية مطولة مع ترامب الأسبوع الماضي، على صياغة مذكرة تحدد معالم اتفاق محتمل للسلام، تتضمن جدولًا زمنيًا لوقف إطلاق النار، وأن روسيا تعمل حاليًا على إعداد مسودة لهذه المذكرة، دون تحديد موعد نهائي لتسليمها.

وأكدت المصادر المقربة من دوائر الكرملين، أن بوتين مستعد لصنع السلام، ولكن ليس بأي ثمن، مشيرًا إلى أن المطالب الروسية تتضمن أيضًا ضمان حياد أوكرانيا، وحل قضية الأصول الروسية المجمدة في الغرب، وضمان حماية الناطقين بالروسية داخل الأراضي الأوكرانية.

وأضافت أنه في حال فشل بوتين في الحصول على اتفاق وفق شروطه، فسيسعى لإيصال رسالة عبر الميدان مفادها أن "السلام غدًا سيكون أكثر كلفة".

استبعاد أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا من عضوية الناتو

وفقًا للمصادر، فإن موسكو تُصر على استبعاد أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا من عضوية "الناتو"، وترغب في التزامات مكتوبة بهذا الشأن، فيما تؤكد كييف أن لا حق لروسيا في فرض "فيتو" على خياراتها السيادية، فيما يشدد الحلف الأطلسي على أن سياسة "الباب المفتوح" ستبقى قائمة.

ورغم تقدم روسيا ميدانيًا وسيطرتها على قرابة خُمس الأراضي الأوكرانية، فإن الحرب أثقلت كاهلها باقتصاد منهك، ونقص في اليد العاملة، وتضخم مرتفع، إلى جانب تراجع عائدات النفط، بحسب ما أفادت به تقارير اقتصادية في الأشهر الماضية.

وتشير المصادر إلى أن بوتين شدد موقفه في ما يتعلق بالسيطرة على المناطق الأربع التي أعلنت روسيا ضمها من أوكرانيا، ولا يُبدي استعدادًا للتنازل عنها ضمن أي تسوية محتملة.

يُذكر أن بوتين سبق وأن قدم في يونيو من العام الماضي شروطه المبدئية لوقف الحرب، والتي تضمنت انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي تطالب بها روسيا، وتخلي كييف عن السعي للانضمام إلى الناتو، وتشمل هذه المناطق، إضافة إلى القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، كامل لوهانسك وأجزاء واسعة من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.

دعم خطط انضمام أوكرانيا إلى الناتو

من جهته، يرى ترامب أن دعم الإدارات الأمريكية السابقة لخطط انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" كان من الأسباب الجوهرية لاشتعال النزاع، ملمحًا إلى أن كييف لن تنال عضوية الحلف في نهاية المطاف.

وتأتي هذه التصريحات في ظل أجواء مشحونة، حيث يتبادل ترامب وبوتين إشارات علنية بشأن مستقبل الحرب ومصير جهود التسوية، في وقت يرى فيه بعض المحللين أن تصلب المواقف قد يكون مقدمة لاتفاق، أو بالعكس، مؤشراً لانهيار وشيك للمفاوضات.