حذر الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بكلية طب القصر العيني، من الخطر الداهم للمخدرات التخليقية، وفي مقدمتها "الشابو" و"الأيس" أو ما يُعرف بـ"الكريستال"، مؤكدًا أن هذه المواد تسبب أضرارًا صحية جسيمة قد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة، مثل توقف عضلة القلب، انفجار الشرايين، وارتفاع ضغط الدم بصورة قاتلة.
وقال خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، إن بداية تأثير تلك المخدرات تمنح المتعاطي إحساسًا زائفًا بالقوة والنشاط المفرط والسعادة المبالغ فيها، فيظن أنه يمتلك طاقة خارقة وقدرات جسدية غير محدودة، إلا أن الجسم لا يتحمل هذا الكم من التحفيز العصبي، ما قد يؤدي إلى نتائج صحية مدمرة وسريعة.
وأضاف: "ارتفاع ضغط الدم نتيجة التعاطي، مع وجود مشكلات سابقة في القلب أو الشرايين، قد يؤدي إلى انفجار أحد الشرايين أو توقف القلب فجأة، كما أن تسارع ضربات القلب وارتفاع درجة حرارة الجسم من التأثيرات المباشرة للمادة المخدرة."
ووجه عبد المقصود تحذيرا شديد اللهجة للأسر، مشيرا إلى 6 علامات سلوكية وجسدية واضحة قد تدل على تعاطي هذه الأنواع من المخدرات، وهي:
وأكد أن هذه العلامات لا ينبغي تجاهلها أو التهاون بها، فهي إشارات مبكرة تُنذر بأن أحد أفراد الأسرة قد يكون وقع ضحية لهذه المواد القاتلة، داعيًا إلى التحرك السريع وطلب الدعم الطبي والنفسي.
وأشار إلى أن من أخطر التأثيرات النفسية، أن المتعاطي قد يُظهر قوة بدنية غير مفسَّرة، دون أن يكون لديه وعي أو إدراك بما يفعل، ما يدفعه إلى سلوكيات شديدة الخطورة مثل إلقاء نفسه من أماكن مرتفعة اعتقادًا بأنه يستطيع الطيران، أو الاعتداء على الآخرين بعنف مفاجئ قد يصل إلى القتل.
وفيما يخص ما يُعرف بـ"حالات الزومبي" التي ظهرت مؤخرًا في بعض الشوارع، أوضح الدكتور عبد المقصود أن الأمر يرتبط بتعاطي تركيبات دوائية خطيرة تسبب تشنجات وفقدانًا تامًا للإحساس بالعالم الخارجي، مضيفًا: "قد يُترك المتعاطي في حالة ذهول تام لفترة، ثم يستعيد وعيه دون أن يتذكر أي شيء مما حدث له."
واختتم بتحذير واضح: "المخدرات التخليقية ليست مجرد مخدرات.. إنها قنابل بيولوجية موقوتة، والتعامل معها يحتاج وعيًا مجتمعيًا واستجابة سريعة من الأسرة قبل فوات الأوان."