أعرب الاتحاد الأوروبي عن تفاؤله إثر المكالمة الهاتفية التي جرت أمس الأحد، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والتي أعطت "زخماً جديداً" للمفاوضات التجارية بين الجانبين.
وكانت المكالمة بمثابة انفراجة كبيرة بعد تهديدات ترامب السابقة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان سيعصف بالعلاقات التجارية بين الطرفين.
وكان من المقرر أن يبدأ فرض هذه الرسوم اعتباراً من الأول من يونيو المقبل، إلا أن ترامب تراجع عن موقفه، متفقًا مع فون دير لاين على تأجيل الرسوم حتى التاسع من يوليو، وهو ما يعطي فرصة جديدة للمفاوضات، وتُعد هذه الخطوة مفاجئة، حيث وصف ترمب المكالمة بأنها "ودية للغاية"، مما أضاف زخماً للمحادثات وأدى إلى تعديل المواقف.
وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن المكالمة التي جرت بين ترامب وفون دير لاين كانت بمبادرة من الأخيرة، ولكنه لم يوضح تفاصيل النقاش، مشيرًا إلى أن المفاوضات ستتسارع، مع التأكيد على ضرورة البقاء على اتصال وثيق بين الجانبين لتحقيق تقدم ملموس.
ماكرون يرحب.. لكن ميرتس يحذر من تباين الأولويات الأوروبية
في باريس، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمحادثات بين ترامب وفون دير لاين، مؤكداً أن المحادثات "تسير في الاتجاه الصحيح"، معربًا عن أمله في أن يتم خفض الرسوم الجمركية إلى أدنى حد ممكن.
وقال ماكرون خلال زيارته إلى فيتنام: "نأمل أن نتمكن من العودة إلى أقل مستوى ممكن من الرسوم الجمركية، ما سيتيح تبادلات تجارية مثمرة بين الطرفين".
من جانب آخر، في برلين، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه إزاء احتمالات فشل المحادثات، محذراً من تباين الأولويات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال ميرتس إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعداً لجميع السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك احتمال فشل المفاوضات، مشيراً إلى أنه لا ينبغي أن تستمر "البيئة الضريبية الميسّرة" لشركات التكنولوجيا الأمريكية في الاتحاد الأوروبي.
ترمب يخفف من حدة تصريحاته بعد تهديدات سابقة
كانت تصريحات ترمب يوم الجمعة الماضي قد أحدثت اضطراباً في الأسواق المالية العالمية، حيث هدد بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي بنسبة 50% رداً على ما اعتبره بطء في المفاوضات التجارية، وأدى هذا التهديد إلى تراجع في أسواق الأسهم الأوروبية وارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن.
ومع تراجع ترامب عن تهديداته بعد المكالمة مع فون دير لاين، عبرت الأسواق عن ارتياحها، حيث سجل اليورو أعلى مستوى له خلال الشهر مقابل الدولار، كما ارتفعت الأسهم الأوروبية.
وأشار ترمب إلى أن المكالمة مع فون دير لاين كانت "ودّية جداً"، وأضاف في تصريحات صحفية أنه وافق على تأجيل فرض الرسوم إلى 9 يوليو، حيث سيجتمع الطرفان مجدداً لتقييم الفرص المتاحة للتوصل إلى حل.
التحديات التي ما زالت قائمة
على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، فإن المفاوضات ما زالت تواجه العديد من التحديات، وفي وقت سابق كانت التقارير قد أشارت إلى أن مستشاري ترامب أعربوا عن استيائهم من تباين أولويات الدول الأوروبية، وهو ما عرقل تقدم المحادثات، واشتكوا من أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم عروضاً ملموسة تتعلق بالقضايا التي تهم الولايات المتحدة، مثل فرض رسوم على خدمات البث والضرائب على القيمة المضافة، وكذلك إجراءات تنظيم السيارات والغرامات المفروضة على الشركات الأمريكية في قضايا الاحتكار.
علاوة على ذلك، لم تحصل واشنطن على التزام من الاتحاد الأوروبي بشأن فرض رسوم جمركية على الصناعات الصينية، وهو ما يمثل أولوية هامة بالنسبة لإدارة ترامب في إطار محاولاتها لتصعيد الضغط التجاري على الصين.
محادثات جديدة في سبتمبر
من المتوقع أن تُعقد جولة جديدة من المحادثات بين ممثلي التجارة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في سبتمبر المقبل، وذلك خلال المنتدى الاقتصادي الذي سيُعقد في سانت بطرسبرج، ومع أن التوقعات لا تزال متباينة بشأن نتائج هذه المحادثات، فإن هناك تفاؤلاً نسبياً بأن الجانبين قد ينجحان في تجاوز العقبات الراهنة وتحقيق توافق حول القضايا التجارية.