قال نديم السبع، خبير أسواق المال، إن أسعار الذهب أصبحت أكثر حساسية تجاه تطورات الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن تراجع الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي كان له دور في تصحيح أسعار الذهب، لكنه ليس السبب الأساسي لارتفاعه إلى مستويات 3500 دولار للأونصة.
وأوضح السبع، في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، اليوم الاثنين، أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة وعمليات شراء البنوك المركزية للذهب ما زالت تلعب الدور الأكبر في دعم الأسعار، مؤكدًا أن التراجع الحالي في أسعار الذهب هو ظرفي ومتوقع، مشيرًا إلى إمكانية حدوث تصحيح مؤقت قبل أن يستأنف الذهب ارتفاعه في الأشهر القادمة.
وأشار إلى أن تخفيف حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين يؤدي إلى انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة، لكنه أكد أن التوترات الجيوسياسية والشراء المستمر للذهب من قبل البنوك المركزية يبقيان العوامل الرئيسية التي تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع على المدى المتوسط.
وحول تأثير تغير لهجة التصريحات السياسية، قال السبع إن الاستراتيجية التفاوضية التي يتبعها الرئيس ترامب تؤدي إلى تقلبات في الأسواق، خاصة مع ردود فعل الاتحاد الأوروبي والصين التي تسعى للدفع قدماً في تعاملها التجاري مع واشنطن، مما قد يؤدي إلى تصعيد متجدد للحرب التجارية وبالتالي ارتفاع أكبر في أسعار الذهب.
وفيما يتعلق بعلاقة الذهب بالدولار الأمريكي، أوضح السبع أن العلاقة بينهما معقدة في ظل الظروف الراهنة، مشيرًا إلى أن الدولار لا يزال العملة الاحتياطية الأولى عالميًا، لكن الدول بدأت في تنويع محافظها الاستثمارية بالعملات الأخرى مثل الفرنك السويسري والين الياباني واليورو، في مؤشر على تراجع الاستثناء الأمريكي.
وأشار إلى أن تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة جاء نتيجة ارتفاع الدين الأمريكي والإنفاق الحكومي الكبير، مما دفع الدول إلى التفكير في تقليل الاعتماد على الدولار، وهو ما قد يؤثر على هيمنة العملة الأمريكية تدريجيًا.
وختم نديم السبع حديثه بأن هذه التغيرات تدل على بداية تحول تدريجي في النظام المالي العالمي، مع استمرار الأمل في قدرة الدول الكبرى على إعادة رسم موازين القوى الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.