أكد الدكتور فهد بن جمعة، عضو لجنة الاقتصاد والطاقة السابق في مجلس الشورى السعودي، أن المملكة ماضية بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها الطموح بتوليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وأوضح الدكتور بن جمعة، خلال مداخلة عبر زووم مع الشرق بلومبرج، أن المؤشرات الحالية مشجعة، مستشهداً بمحطة "سكاكا" التي تنتج حالياً نحو 300 ميغاواط، بالإضافة إلى بلوغ القدرة التشغيلية للطاقة المتجددة 2.88 غيغاواط، وهو ما يغطي احتياجات أكثر من نصف مليون منزل. كما أشار إلى أن المملكة تستهدف إنتاج 20 غيغاواط سنوياً حتى الوصول إلى 130 غيغاواط عام 2030.
التوازن بين النفط والطاقة النظيفة
رغم هذا التوجه المتسارع نحو الطاقة النظيفة، تستمر المملكة في تعزيز استثماراتها في قطاعي النفط والغاز، وهو ما فسره الدكتور بن جمعة بالحاجة إلى تأمين الإيرادات لتمويل التحول الطاقي، مشدداً على أن النفط لا يزال يمثل 70% من الصادرات السعودية، ولا تزال هناك أسواق عالمية تعتمد عليه لعقود مقبلة.
الهيدروجين الأخضر: منافس محتمل للنفط
وحول مستقبل الهيدروجين الأخضر، اعتبر الدكتور بن جمعة أنه "وقود المستقبل"، مؤكداً أنه سيكون منافساً حقيقياً للنفط في الأسواق الأوروبية والآسيوية، لما يتيحه من طاقة نظيفة خالية من الانبعاثات الكربونية. كما توقع أن يؤدي هذا التحول إلى إعادة تشكيل موازين القوى الجيوسياسية في سوق الطاقة العالمي.
الطاقة النووية... من التعاون إلى التوطين
وفيما يتعلق بالطاقة النووية، أوضح أن المملكة تسعى لبناء دورة وقود نووي محلية عبر شراكات دولية مع الولايات المتحدة والصين ودول أخرى، مع الاستفادة من مراكز البحث السعودية مثل مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة. لكنه أشار إلى أن إنشاء مفاعلات نووية يحتاج إلى 6 إلى 7 سنوات على الأقل.
وظائف المستقبل في قطاع الطاقة
وختم الدكتور بن جمعة حديثه بالتأكيد على أن مشاريع الطاقة المتجددة والنووية ستمثل محركاً لخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات عالية، مشيراً إلى أن الجامعات السعودية بدأت بالفعل في تأهيل كفاءات محلية قادرة على مواكبة التحول نحو صناعات التقنية والطاقة الحديثة.