استأنف المفاوضون الإيرانيون والأمريكيون، اليوم الجمعة، جولة جديدة من المحادثات في العاصمة الإيطالية روما، في محاولة جديدة لسد الفجوة المستمرة منذ عقود حول برنامج إيران النووي، وسط مؤشرات على تصاعد التوترات وتعقّد المواقف من الجانبين.
وتأتي هذه الجولة في ظل ظروف حساسة، حيث يسعى الطرفان إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد، بينما تستمر الخلافات حول تخصيب اليورانيوم، وهو العنصر الأهم في إمكانية تطوير إيران لسلاح نووي، وفقًا لرويترز.
أمريكا وإيران تستأنفان المحادثات في روما
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقييد قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، في خطوة تهدف إلى منع اندلاع سباق تسلح في الشرق الأوسط، وحماية أمن حلفاء واشنطن، وفي مقدمتهم إسرائيل.
في المقابل، تسعى إيران إلى رفع العقوبات الأمريكية القاسية التي أصابت اقتصادها المعتمد على صادرات النفط بالشلل، مؤكدة أن طموحاتها النووية مدنية بحتة، وليست عسكرية.
محادثات حساسة بمشاركة وسطاء عمانيين
يقود الجولة الخامسة من المفاوضات كل من عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وبوساطة عمانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: "هذه الجولة من المحادثات حساسة بشكل خاص، نحتاج إلى معرفة القضايا التي سيثيرها الطرف الآخر، وسنتخذ مواقفنا بناءً على ذلك".
الإثراء مقابل الاتفاق
رغم إصرار إيران على أن المحادثات غير مباشرة، إلا أن مصادر أمريكية أكدت أن الجولات الأخيرة تضمنت اتصالات مباشرة وغير مباشرة.
وفي تغريدة لافتة على منصة "X"، كتب عراقجي: "صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق.. الإثراء الصفري = لا صفقة.. حان وقت القرار".
من جهتها، قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترامب يرى أن المحادثات تتجه في المسار الصحيح، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن تسعى إلى السماح لإيران ببرنامج نووي سلمي - دون تخصيب اليورانيوم - رغم اعترافه بصعوبة المهمة.
إيران: لا تنازلات بشأن السيادة
رفض المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، المطالب الأمريكية بوقف تخصيب اليورانيوم واعتبرها مفرطة وشائنة، محذرًا من أن المحادثات قد تنهار إن استمرت هذه الشروط.
ومن أبرز العقبات الراهنة:
- رفض إيران شحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج.
- رفض التفاوض حول برنامجها الصاروخي الباليستي.
- المطالبة بـ ضمانات قانونية ملزمة بعدم انسحاب واشنطن من أي اتفاق مستقبلي، كما فعلت إدارة ترامب عام 2018.
إسرائيل تراقب وتتحرك
في سياق متصل، كشفت مصادر عن زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس جهاز "الموساد" إلى روما، لإجراء محادثات موازية مع المفاوضين الأمريكيين، وسط أنباء عن استعدادات إسرائيلية لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لرويترز.
وقال عراقجي: "إذا هاجمت إسرائيل منشآتنا النووية، فإن واشنطن ستكون مسؤولة قانونيًا عن ذلك".
غياب خطة بديلة
لاتملك القيادة الدينية الإيرانية خطة بديلة واضحة في حال فشل هذه المفاوضات، حسبما نقلت رويترز عن مصادر إيرانية.
وتقول ويندي شيرمان، مسؤولة أمريكية سابقة قادت مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، إن إيران ترى في التخصيب مسألة سيادة وطنية يصعب التنازل عنها بالكامل.


